يجب أن تراعي الدورات التدريبية مجموعة من المبادئ الأساسية لكي تنجح في تلبية أهداف العملاء واحتياجاتهم، وقدَّم الجزء الأول من المقال 7 خطوات لإجراء دورات تدريبية ناجحة، ويبحث الجزء الثاني في بقية الخطوات، فتابعوا معنا السطور القادمة.
14 خطوة لتقديم دورات تدريبية ناجحة
8. الحرص على اختيار أمثلة توضيحية بسيطة
لا يمكنك أن تشرح كافة الاحتمالات والحالات الممكنة خلال التدريب، ولكن تقتضي وظيفتك تزويد المشاركين بالمهارات اللازمة للتعامل مع الإشكاليات الواردة، ويجب أن تقدِّم أمثلة تشرح فيها كيفية التعامل مع مشكلة أو موقف معيَّن يتكرر في الحياة اليومية، إلى جانب الخوض في المشكلات الشائعة، ويُنصَح من جهة أخرى بتقديم أمثلة مستوحاة من الحالات الشائعة في مجال عمل المشاركين، ويرتبك المشاركون عند تقديم أمثلة معقَّدة وشاملة لكافة الاحتمالات والحالات الممكنة، كما أنَّهم سيواجهون مشقَّة بالغة في تذكُّر هذه التفاصيل وترسيخ المعلومات على الأمد الطويل، وحاوِلْ أن تقدِّم لهم ملاحظات ونصائح تلزمهم في مجال عملهم، ويمكنك أن تتوسَّع بالشرح بناءً على مطالبهم والأسئلة التي يطرحونها عليك وبعد أن تتأكد من قدرتهم على استيعاب هذه المعلومات المعقدة.
9. تجنُّب الاعتماد الكامل على شرائح العرض التقديمي
تفشل الدورات التدريبية في تحقيق الأهداف المطلوبة عندما يقرأ المدرِّب المحتوى الموجود ضمن شرائح العرض التقديمي حرفياً دون أن يقدِّم معلومات إضافية توضِّح محاور الدورة التدريبية، وليس ثمة فائدة من إجراء التدريب في هذه الحالة، ومن الأجدى أن تكتفي بإرسال هذا العرض التقديمي للمشتركين وتوفِّر على نفسك تكاليف القاعة والتجهيزات، ويستخدم المدرب المتمكِّن العروض التقديمية لتنظيم المحتوى، لكنَّه يستفيض بالشرح ويجري نقاشات مفتوحة مع المشاركين، وإياك أن تعتمد على الشرائح اعتماداً كاملاً.
10. توزيع مواد تدريبية مطبوعة إضافية
يجب أن تفكر في استخدامات المواد التدريبية التي تنوي توزيعها على المشاركين، ويمكنك أن توزِّع عليهم نشرات تحتوي على مواد مرجعية ومساحات فارغة لتدوين الملاحظات خلال الجلسات، ويجب أن تكون هذه المواد متينة حتى لا تتلف في نهاية الدورة التدريبية ويستفيد منها المشاركون، وينبغي أن تفكِّر أيضاً في تصميم التمرينات والنشاطات التفاعلية، وتقديمها ضمن كتيِّبات فردية منفصلة أو من خلال شرائح العرض التقديمي لتجنُّب ارتباك الحاضرين وضمان الحفاظ على تركيزهم وانتباههم، ويمكن أن يفقد المشاركون انتباههم عند التقليب في المواد التدريبية المطبوعة بحثاً عن التمرينات، ولهذا السبب يُنصَح بتقديمها ضمن شرائح العرض أو في كتيِّبات منفصلة.
11. شرح المحتوى بطريقة حيوية وتفاعلية
يقتضي دور المدرِّب الحفاظ على انتباه الحاضرين طوال مدة الدورة التدريبية التي يمكن أن تستمر لبضع ساعات أو أيام على الأقل، ما يعني أنَّ قراءة المعلومات من شرائح العرض التقديمي لا يكفي لتحقيق الأهداف المرجوة من التدريب، ويجب أن تكون حيوياً ومتحمِّساً، وتطرح الأسئلة على الحاضرين، وتستعلم عن آرائهم ووجهات نظرهم، وتستخدم الألعاب، وتبني الألفة مع المتدرِّبين، وتزداد فعالية التعلم عندما يستهدف جميع حواس الإنسان، ولا يمكن أن ينجح التدريب عندما يكتفي الحاضرون بالإصغاء دون أن يشاركوا ويتفاعلوا مع المحتوى.
12. تحمُّل مسؤولية الأخطاء
من الضروري أن تتحقَّق من صحة المواد قبل أن تقدِّم الدورة التدريبية، وتؤدي الأخطاء المطبعية والمعلومات المغلوطة إلى تخفيض جودة الدورة التدريبية، حتى لو كانت بقية التفاصيل دقيقة وصحيحة، وأحياناً تحصل الأخطاء رغم إجراءات المراجعة والتدقيق اللغوي، مثل الأخطاء اللغوية ونقص الكلمات أو عدم توافق الأجوبة مع الأسئلة مثلاً، ويجب أن تتحمَّل مسؤولية الخطأ ولا تتكتَّم عنه، كما ينبغي أن تدوِّنه حتى تضمن عدم تكراره، ويعرف المشاركون أنَّك لا تستهين بدقة المحتوى والمعلومات التي تقدمها، ويمكنك أن تكسب رضى العملاء عندما تتحمَّل مسؤولية الأخطاء وتصحِّحها.
13. الاعتماد على استجابة المتدربين في إجراء الجلسة
يُنصَح بتنويع أنماط التعلم لزيادة مستوى متعة الدورات التدريبية ومستوى اندماج المتدربين وتفاعلهم مع المحتوى، ويمكن أن يصاب الحاضرون بالملل ويفقدوا تركيزهم عندما يعتمد المدرِّب على طريقة واحدة لتلقين المعلومات، ويجب أن تنتبه لردود فعل المشاركين وتستجيب لها، فتسمح لهم بأخذ استراحة عندما تبدو عليهم أمارات التعب، وتطرح عليهم بعض الأسئلة، أو تطبِّق تمرينات أو ألعاب معيَّنة عندما يضعف انتباههم، وإيَّاك أن تواصل الشرح على المنوال نفسه، حتى لا يزداد شعور الحاضرين بالملل.
14. تلخيص المحاور الرئيسة
يجب أن تلخِّص المحاور الرئيسة في الجلسة التدريبية، وتستثمر الجزء الأخير من الدورة في الإجابة على أسئلة الحاضرين، وينبغي من جهة أخرى أن تزوِّد المشاركين بالمصادر والدعم الذي يمكن أن يحتاجوا إليه للإجابة عن الأسئلة المحتملة في المستقبل.
في الختام
يجب تقديم دورات تدريبية عالية الجودة تركِّز على احتياجات العميل بغية إرضائه وزيادة الإيرادات والفرص المستقبلية، وتحدِّد الخطوات الواردة في جزأي المقال أولويات العملاء وتلبِّي احتياجاتهم.