ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون سيمون جيبسون (Simon Gibson)، يُحدِّثنا فيه عن أزمة المهارات الرقمية ودور مهنة التعليم والتطوير.

على الرغم من التحذيرات السابقة من أزمة في المهارات الرقمية، فهي ما تزال تمثل مشكلةً كبيرةً اليوم، إذاً، ما الذي تفعله مهنة التعلم والتطوير لمعالجة هذه المشكلة؟ وكيف يمكننا تغيير طريقتنا لتكون ذات تأثير أكثر وضوحاً؟

بحسب تقرير مستقبل الوظائف الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي: "نظراً لأنَّ الشركات بدأت بصياغة استراتيجيات تغيير أساليب العمل والقوى العاملة خلال الفترة التي تتراوح بين 2018-2022، فإنَّه لدينا فرصةً حقيقيةً للاستفادة من التقنيات الجديدة ومن ذلك الأتمتة، لتعزيز إنشاء قيمة اقتصادية من خلال النشاطات الجديدة، وتحسين جودة الوظائف التقليدية والوظائف الناشئة حديثاً، وزيادة مهارات الموظفين للوصول إلى إمكاناتهم الكاملة لأداء مهام عمل جديدة ذات قيمة مضافة عالية، والتي لم ينفذها العمال البشريون من قبل".

لقد أعجبني هذا التصريح، لكن هل يعكس نشاط التعلم والتطوير والإنفاق ما تفعله شركتك؟ إذا ألقيتُ نظرةً على شركتك دون معرفة مسبقة بها، هل سأكون قادراً على تحديد ما تفعله أو تحاول القيام به كمشروع للمضي قدماً؟

إنَّه مجرد تحدٍّ بسيط، وبالنسبة إليَّ فهو يسلط الضوء على الحاجة المتزايدة إلى التركيز على المهارات والقدرات التي ستستمر في تحقيق النجاح لشركتك في المستقبل.

نحن في موقف حرج وأعتقد أنَّ الوقت قد حان لمن هم في عالم التعلم والتطوير للاضطلاع بدور جديد وتقديم التزامات إيجابية من أجل التغيير، ولقد سبق أن أنفقنا المليارات على عملية التعليم والتطوير منذ سنين، ومع ذلك فهي ما تزال مشكلةً حقيقية للغاية اليوم.

التحذيرات:

في البداية، بالعودة إلى شهر تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2019، انخفضت الإنتاجية بأسرع وتيرة سنوية لها منذ خمس سنوات، فقد كان إنتاج شركتنا - التي تُعَدُّ شركةً عموميَّةً محدودة في المملكة المتحدة - يسير بأدنى معدل منذ عام 2014، وعلى الرغم من ذلك، بدت أرقام الأرباح مستقرةً.

كنَّا نواجه صعوبةً مع ما يسمى بانسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (Brexit)، وبأنَّنا سنتأثر سواء تم الانسحاب أم لم يتم.

أضاف تقرير صادر عن مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني (Office of National Statistics) في ذلك الوقت أنَّ الإنتاجية منذ الركود الاقتصادي في عام 2008 كانت تزداد ببطء مقارنة بما كانت عليه خلال الفترة الطويلة التي سبقت حالة الركود، لذلك كنَّا نعمل بجدٍّ ولمدة طويلة من أجل تحقيق القليل من التحسين والمنفعة الاقتصادية البحتة، لقد كان وقت جيد للعمل، لكن لم يعد بإمكاننا تجاهُل التحديات التي سنواجهها في الأشهر والسنوات المقبلة.

بالإضافة إلى ذلك، أنا واثق من أنَّ معظمكم سمع عن هذا الإحصاء من قبل بطريقة ما: "في السنوات الخمس المقبلة ستُنفَّذ أكثر من نصف جميع مهام أماكن العمل بواسطة الآلات، فالروبوتات قادمة، وكلنا محكوم علينا بهذا الأمر، والعديد من الوظائف لن تكون موجودةً".

لقد حذرنا المنتدى الاقتصادي العالمي (The World Economic Forum) من هذا الأمر منذ عدة سنوات، وقدَّم بعض الافتراضات المحتملة عما يعنيه هذا عبر القطاعات والبلدان، وقد شارك هذا التحذير مرةً أخرى في 2018 في تقرير بعنوان "مستقبل الوظائف"، ونوقش مرةً أخرى في شهر كانون الثاني/ يناير من عام 2019؛ باختصار، تتطلب العديد من الأدوار والأشخاص تغييراً كبيراً وصقلاً للمهارات، وقد حان الوقت الآن.

مع ذلك، ما تزال الإنتاجية منخفضة في الغالب، وقد عرفنا منذ فترة عن تحدي المهارات الذي سنواجهه والذي يبدو أنَّه سيعوقنا، إذ يوجد دليل واضح يؤكد أنَّنا نواجه أزمةً في المهارات الرقمية، وعلى الرغم من أنَّ معظم الدول تواجه تحديات مماثلة، إلا أنَّ الإجراءات العاجلة في مجالات العمل والمدارس والجامعات والحكومات، يمكن أن تمنع أزمة المهارات هذه من الإضرار بإنتاجيتنا وقدرتنا التنافسية الاقتصادية.

لماذا لم تتغير عملية التعليم والتطوير؟

لقد أنفقنا المليارات على عملية التعليم والتطوير منذ ذلك الحين، ومع ذلك ما تزال تمثل مشكلة حقيقيةً اليوم، إذاً ما الذي تفعله نشاطات التعلم والتطوير الخاصة بك؟

قد يبدو الأمر صعباً، لكن ما تزال جميع البيانات والأفكار تشير إلى أنَّنا لا نعمل على الأمور الصحيحة في الوقت المناسب في مجال التعليم والتطوير.

كيف نمضي قُدماً؟

آمل أن يدفعك هذا التحذير أنت وفريقك للتساؤل عمَّا تفعله وما يمكنك فعله في المستقبل.

فيما يأتي بعض النصائح لمساعدتك على المضي قُدماً:

  1. افهم استراتيجية عملك، وكن قادراً على فهم الوجهة التي تذهب إليها شركتك وكيف تعمل سلسلة القيمة لديك، وكيف ستكسب المال وتوفر الخدمات وتقدم الحلول اليوم وكيف ستفعل ذلك غداً؟
  2. تعرَّف إلى المشكلات الحقيقية في سلسلة القيمة؛ أي ما الذي يعوق التقدم؟ ما هي الأمور التي من شأنها أن تساعد على جعلها أفضل؟
  3. اختبر وجرِّب شيئاً سريعاً لمدة أسابيع وليس شهوراً؛ إذ قد يساعدك ذلك على الحصول على تغذية راجعة بخصوص النتائج.
  4. استمر في بناء شبكة علاقات تتعلق بشركتك، وكن شجاعاً في الحديث عن الإخفاقات التي واجهتها وكذلك النجاحات التي حققتها.
  5. حدِّد ما الذي ستتوقف عن فعله وترفضه لأنَّه لا يضيف لك أي قيمة ولا يساهم في استراتيجية العمل.

في الختام:

إنَّه الوقت المناسب للعمل؛ إذ لم يعد بإمكاننا تجاهُل التحديات التي سنواجهها في الأشهر والسنوات المقبلة، ولقد حان الوقت الآن لتكون شجاعاً وتتخذ موقفاً جديداً بشأن طريقة إضافة قيمة حقيقية لشركتك؛ لذا ألقِ نظرة على نشاطاتك، هل تحاول التخلص من الثغرات التي تعرقل مهاراتك؟ وهل تسعى إلى الحصول على نتائج أعمال حقيقية؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فقد حان الوقت للتغيير.