إنَّ التدريب على القيادة وتطويرها أمر لا بد منه لكل شركة وقائد؛ حيث يركِّز التدريب عادةً على المهارات الأساسية لصنع قادة مؤثرين، والتدريب الفعَّال على القيادة له الأثر الأكثر أهمية في نجاح الشركة، فالمديرون هم قدوة لأعضاء فريقهم، وهم الذين يحددون الأسلوب الذي سيتصرفون به في مكان العمل.

إذاً هل يستثمر عملك في التدريب الفعَّال على القيادة؟ يوضِّح هذا المقال أهم الأسباب والفوائد التي يجب أن تفكر فيها في تدريب قادتك، وأساليب نهج التعلم المدمج لمساعدتك على تحقيق أفضل النتائج.

الفوائد الرئيسة للتدريب على القيادة الفعَّالة

يمكن أن يصنع التدريب على القيادة قادةً ممتازين، ويستغرق التدريب على القيادة الكثير من الوقت والطاقة والموارد، ومع ذلك، يجب أن تركِّز على عائد الاستثمار والتأثير الإيجابي الدائم في مؤسستك.

● زيادة الإنتاجية

تدور فكرة القيادة حول الاهتمام بمشاعر الآخرين وفهمها، والذكاء العاطفي من صفات القائد الناجح؛ حيث سيكون المدير الذكي عاطفياً متعاطفاً مع فكرة إثارة حماسة الموظفين، فذلك يجعلهم يشعرون بالتقدير؛ ممَّا يؤدي إلى زيادة الإنتاجية، وسيكتسب القادة والمديرون مهارات عاطفية للتعامل مع القوى العاملة؛ وذلك من خلال التدريب.

● الاحتفاظ بالموظفين

إنَّ نسبةً كبيرةً من الموظفين الذين يتركون وظائفهم يتركونها بسبب رؤسائهم وليس بسبب الوظيفة نفسها، فمن الصعب التعامل مع القادة غير الفعَّالين، وهذا هو السبب في أنَّ الناس يفضلون ترك العمل، ويمكنك تدريب القوى العاملة لديك وتقليل نفقات التوظيف من خلال اعتماد التدريب على القيادة.

● زيادة مشاركة الموظفين

يحب الجميع معرفة فيما إذا كانوا يتقدمون جيداً في أدوارهم الوظيفية، وبالإضافة إلى ذلك، يرغبون في تلقِّي تغذية راجعة بنَّاءة والشعور بأنَّهم يستحقون الثناء؛ حيث يتفاعل العاملون الذين يتلقون التغذية الراجعة تفاعلاً كبيراً مقارنةً بمن لا يحصلون عليها، ويعرف القادة الناجحون أهمية منح التغذية الراجعة، وتُعلِّم برامج التدريب القادة طريقة تقديم التغذية الراجعة لتحفيز وزيادة مستويات مهارات الموظفين.

● أسلوب القيادة الفعَّال

يمكن للقادة تطبيق أساليب القيادة المناسبة لعملك؛ وذلك من خلال التدريب؛ حيث يوجد أساليب مختلفة للقيادة، ولكل منها مزاياها وعيوبها، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للقادة تطوير أسلوبهم القيادي الذي سيستجيب له أعضاء الفريق جيداً من خلال التدريب.

● إحساس أكبر بالمسؤولية والمساءلة

تعزِّز برامج التدريب على القيادة بعض الميزات مثل المساءلة والنزاهة والمسؤولية للمديرين، والتي يمكن أن تكون هامةً لأداء المنظمة.

ما هو منهج التعلم المدمج؟

من الجيد دمج طرائق تقديم التعلم لتطوير تجربة تعليمية رائعة؛ حيث سيضمن دمج الأساليب تقديم التدريب على القيادة بطريقة صحيحة، ويمكن أن يتضمن التعلم المدمج أنواعاً مختلفة من طرائق الإعطاء في برنامج التدريب نفسه، مثل التعليم الإلكتروني والتعليم النظري - الفصول الدراسية - والتدريب بقيادة معلم افتراضي؛ فهذا هو السبب في أنَّ التعلم المدمج هو اختيار ممتاز لتقديم التدريب على القيادة الخاص بك.

أسباب تبنِّي نهج التعلم المدمج

إنَّ الحياة العملية اليوم حافلة ومليئة بالنشاط؛ ممَّا يجعل من الصعب الالتزام بالمواعيد النهائية للمشاريع، وحضور التدريب على القيادة؛ لذا يجب أن تستخدم المنظمات أساليب التعلم المدمج للأسباب الآتية:

  • لأنَّه مرن

يمكن للقادة التعلم بما يناسب سرعتهم في التعلم وجدولهم الزمني، ولا داعي للقلق بشأن عدم الالتزام بالمواعيد النهائية للعمل.

  • قابل للتطوير

يمكن لأسلوب التعلم المدمج أن يستوعب قادةً من مواقع جغرافية ومناطق زمنية مختلفة؛ لذلك يضمن حصول جميع المديرين في مختلف الفروع على التدريب في وقت واحد.

  • أفضل أساليب التعلم

يمكن أن يكون التعلم المدمج مزيجاً من التعليم الإلكتروني والتدريب التقليدي الذي يسمح للشركات والقادة بالاستفادة من مزايا النوعين كليهما.

  • أحد الممارسات المعتادة

نظراً لأنَّه من المرجح أن يكون معظم منافسيك قد تبنَّوا هذا الأسلوب، فيجب عليك الانضمام إليهم والاستمتاع بفوائده.

طرائق الدمج بين أساليب تقديم التعلم لتحقيق أفضل النتائج

● استخدام التدريب المباشر فقط عند الحاجة

لقد كان التدريب النظري هو النهج المُتَّبع عادةً لتقديم التدريب على القيادة في داخل المنظمة لسنوات؛ وذلك لأنَّه يُعَدُّ طريقةً رائعةً، ولكنَّ هذا لا يعني أنَّه يجب أن يكون خيار التدريب الافتراضي لجميع عمليات التدريب التي تقوم بها داخل مؤسستك؛ حيث تَقِلُّ الرغبة في تقنية التقديم المباشر للأسباب الآتية:

  • صعوبة التخطيط: من الصعب محاولة التنسيق بين جميع قادتك لحضور جلسات التعلُّم في الوقت نفسه، خاصةً إذا كانوا في مواقع مختلفة، ولديهم مناوبات وفِرق عمل مختلفة.
  • هدر الوقت: مع التدريس النظري، يجب على المتعلمين حضور جلسات عدة؛ ممَّا يعني قضاء المزيد من الوقت بعيداً عن إنجاز مهامهم العادية؛ لذلك قد يؤدي ذلك إلى مشكلات تتعلق بعبء العمل ويؤثر سلباً في عملك.

يجب عليك استخدام الطريقة المباشرة فقط عندما تحصل على فائدة كبيرة منها وليس كخيار افتراضي، على سبيل المثال: يُعَدُّ النهج النظري مثالياً للجلسات التي تتطلب عملاً جماعياً، أو عروضاً توضيحيةً لفهم أفضل، وسيسمح ذلك للموظفين بالمشاركة الكاملة في الجلسات واكتساب معرفة واسعة ليكونوا قادةً ناجحين.

● استخدام التعليم الإلكتروني للتعلُّم على مستوى الشركة

يمكنك أيضاً استخدام التعليم الإلكتروني كجزء من تدريبك المدمج، فهو مناسب لتدريب معظم الناس، ويتيح للأفراد التعلم بالسرعة التي تناسبهم، على الرغم من أنَّه يجب عليك تحديد مواعيد نهائية لضمان انتهاء كل شخص من التدريب بحلول تاريخ محدد.

● إدراج مقاطع الفيديو في التدريب لتوفير الوقت

إذا كانت جلسات التدريب الخاصة بك يديرها خبراء متخصصون من فِرق داخل مؤسستك أو مدربون من داخل المنظمة، فإنَّ جعلهم يقدمون الجلسات نفسها بصورة متكررة قد يكون أمراً مرهقاً، وأفضل طريقة لضمان استمرار حصول المتعلمين على تدريب مخصَّص عالي الجودة هي تسجيل الدروس التي يقدمها المعلمون، ثم تحويلها إلى تدريب قائم على مقاطع الفيديو.

وهذا يعني أنَّه لا يتعين على قادتك الابتعاد عن مكاتبهم في كل مرة تقدِّم فيها التدريب وأنَّهم سيكتسبون المهارات والمعرفة نفسها.

● التدريب بقيادة معلِّم افتراضي من أجل الوصول إلى الموظفين العاملين عن بُعد

إذا كان لديك قادة في بلدان مختلفة، أو في جميع أنحاء البلاد، فسوف يكون التدريب الافتراضي بقيادة مدرب خياراً جيداً لتقديم تدريب فعَّال لهم جميعاً في الوقت نفسه، وتسمح هذه الطريقة للفِرق التي تعمل عن بُعد أو في مواقع مختلفة بتجربة دورات تدريبية على القيادة مع زملائهم في العمل في الوقت نفسه، وبالإضافة إلى ذلك، يمكنهم طرح أسئلة على المدرب في أثناء التدريب مباشرةً، والتعاون مع الآخرين.

يُعَدُّ التدريب على القيادة أمراً ضرورياً لكل مؤسسة بسبب فوائده، مثل زيادة الإنتاجية وتحسين أساليب القيادة، كما يُعَدُّ التعلم المدمج خياراً رائعاً للتدريب؛ وذلك لأنَّه يمنح المتعلمين فرصةً للعمل ضمن مجموعات والتفاعل مع المدربين والأقران، وذلك في أثناء تلقِّي الدروس افتراضياً بما يلائم جداول أعمالهم.