للجمعيات أنواع وأحجام مختلفة، مثل المنظمات المهنية أو الرياضية أو غير الربحية، ولكن بصرف النظر عن نوع الجمعية، فإنَّها جميعها تشترك في شيء واحد هو جمع الأشخاص ذوي التفكير المماثل الذين يريدون اكتساب المعرفة والمهارات اللازمة للنمو والنجاح.

يتناول هذا المقال المبادئ والاستراتيجيات الأساسية لإنشاء برامج تدريبية فعالة وجذابة تطلق العنان للإمكانات الكاملة للأعضاء في منظمتك.

ما هو تدريب الأعضاء؟

يشير تدريب الأعضاء إلى عملية تدريب أعضاء مجموعة معينة، وهذا التدريب مصمَّم لتعزيز مهاراتهم ومعارفهم وخبراتهم المتعلقة بمناصبهم أو اهتماماتهم داخل المنظمة.

إنَّ برامج تدريب الأعضاء شائعة في قطاعات مختلفة وتتناول مجموعة متنوعة من الموضوعات، مثل التدريب على المهارات، والتدريب القائم على المنصب، والتدريب على الامتثال، والتدريب على التنوع.

أنواع مختلفة من الجمعيات والتدريب الذي تحتاج إليه:

1. الجمعيات المهنية:

هي عموماً مجموعة تسعى إلى تعزيز مهنة معينة ومصلحة الأشخاص والمنظمات العاملة في هذه المهنة، مثل: الرعاية الصحية والمحاسبة والقانون والمبيعات والموارد البشرية والتمويل.

غالباً ما تشارك هذه المنظمات في التدريب على التطوير المهني للأعضاء، وتشمل منح شهادات الاعتماد، وتحديد المهارات والكفاءات اللازمة لمزاولة المهنة واختبارها، ومنح الشهادات المهنية للإشارة إلى أنَّ الشخص مؤهل في تخصص معين.

2. المنظمات الرياضية:

هي مجموعة من الأشخاص الهدف منها ممارسة الرياضة وتعزيزها، مثل الأندية والاتحادات الرياضية، وتركز على التدريب والتطوير الذي يتضمن تطوير اللاعبين والكوتشينغ، والامتثال والسلامة، والتنوع والإدماج، وعلوم الرياضة.

3. الجمعيات غير الربحية:

تتناول الجمعيات غير الربحية مجموعة من القضايا، ولكن الهدف منها عموماً تحقيق مصلحة جماعية أو عامة أو اجتماعية، مثل المؤسسات الخيرية والدينية والمؤسسات الخاصة والمنظمات السياسية.

تركِّز هذه الجمعيات على الجودة والمهارات والتدريب على الامتثال، وتشمل هذه الدورات مساعدة الآخرين وكيفية الحفاظ على مستوى معين من الجودة، وضمان حصول الأعضاء على المهارات اللازمة لمناصبهم، والالتزام بتعليمات ومتطلبات قانونية محددة.

فوائد تدريب الأعضاء:

1. الاحتفاظ بالأعضاء:

الاهتمام بالتعليم للحد من خسارة الأعضاء هو أمر هام جداً، ويزود التدريب أعضاء جمعيتك بالأدوات والدعم اللازمَين لرؤية القيمة في مؤسستك، وعندما يرون القيمة فإنَّهم ينجحون، ويبقون معك على الأمد الطويل.

2. الامتثال:

إنَّ تثقيف أعضاء مؤسستك فيما يتعلق بالقوانين أو التعليمات التي يحتاجون إلى معرفتها هو أنر هام جداً، والهدف من هذه القوانين في المقام الأول هو الحفاظ على سلامة المنظمة والأشخاص الذين يتعاملون معها وكرامة الإنسان.

يساعد التدريب على الامتثال على تفادي السلوكات الخاطئة وضمان الإدارة السليمة في مؤسستك، وهذا بدوره يساعد على تقليل المخاطر والحفاظ على سمعتك وتوفير بيئة عمل أفضل لموظفيك.

3. إدماج الأعضاء:

من الضروري الحفاظ على اندماج الأعضاء ونشاطهم داخل مؤسستك، وبرامج التدريب كفيلة بذلك، وإنَّك بتقديم تدريب يهم أعضاء مؤسستك، فأنت تشجعهم على الاندماج، وهذا يؤدي إلى ارتفاع معدلات الاحتفاظ.

4. زيادة رسوم العضوية وتوليد الإيرادات:

تعد الفعاليات التدريبية وورش العمل وبرامج الشهادات مصدراً هاماً للدخل للجمعيات، وإضافة إلى ذلك، تؤدي الدورات التعليمية إلى استقطاب أعضاء آخرين، وهذا يؤدي إلى زيادة رسوم العضوية التي تجمعها.

5. تعزيز السمعة والمعرفة:

تعزز الجمعيات التي تستثمر في التطوير المهني لأعضائها سمعتها بوصفها مرجعيات رائدة في مجالات تخصصها، وخاصة إذا كانت تقدم تدريباً مخصصاً يناسب المتعلم. كما يسهل التدريب أيضاً نشر المعرفة، وهذا يضمن التزام أعضاء مؤسستك أفضل الممارسات ومعايير مجال العمل في جميع الأوقات.

6. تطوير مجال العمل:

بتدريب أعضاء جمعيتك، تُسهم جمعيتك في التقدُّم العام لمجال العمل أو المهنة، وتعزيز الابتكار والتميز، وكذلك يصبح الأعضاء المُدرَّبون تدريباً جيداً مناصرين لجمعيتك، ويروجون مبادراتك الهامة، ويُسهمون في النمو والتأثير في مجال عملك.

تحديات تقديم التدريب للأعضاء:

1. الإدماج:

إنَّ الحفاظ على اندماج الأعضاء في برامج التدريب هو أمر صعب، إذ لدى العديد منهم جداول عمل مكتظة بالمهام والأولويات، وهذا يُصعِّب عليهم تخصيص الوقت والاهتمام للتعلم لا سيما إذا كانوا متطوعين، ويؤدي محتوى التعلم الممل أو أساليب التدريب القديمة إلى تصعيب عملية إدماجهم.

بوسعك التغلُّب على هذا التحدي عن طريق تقديم التعلم المخصَّص والتفاعلي، فإذا كنت تستخدم نظام إدارة التعلم (LMS)، فاختر نظاماً يتمتع بقدرات التعليم الاجتماعي، وميزات التلعيب وشهادات الإنجاز الشخصية التي يفتخر أعضاء مؤسستك بها.

2. التكلفة:

قد يكون تطوير وتقديم تعليم عالي الجودة مكلفاً، خاصة بالنسبة إلى الجمعيات الصغيرة أو المنظمات غير الربحية ذات الميزانيات المحدودة، ويشكل العثور على طرائق مجدية اقتصادياً لتوفير تدريب فاعل تحدياً كبيراً.

يمكن للجمعيات بسهولة توسيع نطاق جهودها التدريبية دون تكبُّد تكاليف كبيرة باستبدال التدريب عبر الإنترنت بالتدريب التقليدي في الصفوف الدراسية، فيجري التدريب عبر الإنترنت باستخدام نظام إدارة التعلم (LMS)، وهذا يقلل إلى حدٍّ بعيد من التكاليف المتعلقة بالمواد والسفر والمرافق، ويمكن استثمار هذا التوفير في التكاليف في تحسين تجربة الأعضاء عموماً.

3. التتبع والتقييم:

يجب ألا تكون عملية مراقبة تقدُّم الأعضاء وتقييم فاعلية برامج التعلم عبر الإنترنت معقدة، فعليك تنفيذ البرامج والعمليات التي تسهل التتبع والتقييم، حتى تعرف ما الذي يعمل على نحو جيد وما الذي يحتاج إلى تحسين.

باستخدام نظام إدارة التعلم (LMS) المناسب، يتسنى لك تزويد مؤسستك بالبيانات التي تحتاج إليها لتتبع أداء المتعلمين وقياسه، والأهم من ذلك، ربط بيانات التعلم بتأثير جمعيتك.

استراتيجيات تقديم تدريب مجدٍ للأعضاء:

عموماً، يتطلب التدريب المجدي للأعضاء اتباع نهج يركز على المتعلمين، وأهداف تعليمية واضحة، ومحتوى قادر على إدماج الأعضاء، وأسلوب تدريب مناسب، وبالاستثمار في تدريب أعضاء مؤسستك، يتسنى لك تحسين رضى الأعضاء، وتقليل تكاليف التدريب وضمان حصولهم على المعرفة والتدريب الصحيحَين.

إليك 7 استراتيجيات لتقديم تدريب مجد للأعضاء:

1. تحديد احتياجات أعضاء مؤسستك:

قبل البدء في برنامج التدريب، من الهام فهم احتياجات الأعضاء، أو ما يحتاجون إلى التعلُّم الإلزامي فيه، فتحدَّث إليهم واكتشف المعلومات أو المهارات التي يحتاجون إليها، فيساعدك هذا على تصميم برنامج تدريب يناسب احتياجاتهم المحددة.

2. تحديد أهداف التعلم:

يعد تحديد أهداف تعليمية دقيقة ومركزة أمراً هاماً في تدريب الأعضاء للتوافق مع أهداف جمعيتك؛ لذا حدد بوضوح المهارات أو المعرفة أو السلوكات المحددة التي تسعى إلى اكتسابها أو تعزيزها عن طريق البرنامج التدريبي، وهذا يضمن اتباع نهج موجَّه يلبي احتياجاتهم مع تحقيق النتائج المرجوة لمؤسستك.

3. إنشاء محتوى التدريب:

بمجرد تحديد أهدافك التعليمية، أنشئ محتوى تدريب ذا صلة وجذاباً ومؤثراً، فاعتماداً على أهداف التعلُّم واحتياجات الأعضاء، يمكنك إنشاء برامج تعليمية أو ورش عمل أو مقاطع فيديو أو أنواع أخرى من المحتوى عبر الإنترنت.

4. اختيار أسلوب تقديم التدريب:

توجد عدة أساليب مختلفة لتقديم التدريب، ومنها مقاطع الفيديو والندوات عبر الإنترنت ووحدات التعلم عبر الإنترنت وورش العمل الشخصية، فاختر الأسلوب الذي يناسب احتياجات أعضاء مؤسستك وخياراتهم المفضلة.

5.  إعداد خطة تدريب:

أعدَّ خطة تدريب تحدد أهداف التعلم والمحتوى وأسلوب تقديم التدريب والجدول الزمني ومعايير التقييم، واحرص على أن تكون خطة التدريب مصمَّمة لتلبية احتياجات الأعضاء وأهدافهم.

6. تقديم التدريب:

اتخذ قراراً بشأن أسلوب تقديم التدريب، ولكن احرص على أن يكون التدريب جذاباً وتفاعلياً ويمكن الوصول إليه بسهولة، وشجِّع مشاركة الأعضاء ووفر الفرص للتغذية الراجعة والأسئلة.

قيِّم نتائج التعلم وفاعلية البرنامج التدريبي، واستخدم أدوات التحليلات وإعداد التقارير لتتبع اندماج المستخدم وأدائه وتغذيته الراجعة، واستخدم النتائج لتحسين البرنامج التدريبي وتحسين برامج التدريب المستقبلية.

7. طلب التغذية الراجعة:

لا تنسَ أن تطلب التغذية الراجعة من أعضاء مؤسستك، فاستخدم الاستطلاعات وآليات التغذية الراجعة الأخرى لمعرفة ما هو ناجح وما هو غير ناجح، واستخدم تلك التغذية الراجعة لتحسين برنامج التعلم بمرور الوقت.

في الختام:

لقد تحدَّثنا في هذا الجزء من المقال عن أنواع الجمعيات وفوائد وتحديات تدريبه أعضائها واستراتيجيات تقديم التدريب لهم، وسنتحدَّث في الجزء الثاني والأخير منه عن قياس تأثير تدريبهم، وعن ميزات برامج التدريب.