يحرص بعض القادة على إجراء اختبارات وامتحانات خلال برامج التدريب، أو في الأحوال العادية بهدف تقييم مستوى امتثال العاملين للوائح التنظيمية ضمن المؤسسة، ويجب التنويه هنا إلى ضرورة إعداد اختبارات عادلة تراعي كافة شرائح الموظفين في المؤسسة للحصول على النتيجة المطلوبة.

أهمية التقييمات الشاملة:

تهدف التقييمات إلى اختبار معارف المتدربين أو مهاراتهم واتخاذ القرارات المناسبة بالاعتماد على النتائج، كما يهدف تقييم الصحة والسلامة على سبيل المثال إلى اختبار مدى فهم المتدربين لإجراءات السلامة وقدرتهم على تطبيقها ضمن مكان العمل، وكذلك تهدف بعض الاختبارات الأخرى إلى تقييم مدى كفاءة وأهلية المهندسين لاكتشاف الأعطال وإصلاحها.

تنجح عملية التقييم عند تصميم اختبار يقيس العامل المطلوب بشكل مستقل عن جميع العوامل الأخرى غير المرتبطة بموضوع الاختبار، وقد تتأثر جودة الاختبار بما يسمى "التباين غير المتعلق بالمفهوم" (construct irrelevant variance).

يحدث هذا عندما تتأثر نتيجة التقييم بالعوامل الخارجية التي لا تتعلق بموضوع الاختبار بحد ذاته، فقد تكون أسئلة اختبار الهندسة على سبيل المثال مكتوبة بلغة معقدة، وعندها قد يحصل المهندس الأجنبي على درجة متدنية على الرغم من مهاراته البارزة في اكتشاف الأعطال وإصلاحها بسبب عامل اللغة.

تهدف التقييمات الشاملة لإجراءات التدريب بشكل رئيس إلى تقليل تأثير هذه العوامل الخارجية، بحيث يكون الاختبار عادلاً بالنسبة إلى جميع شرائح المتدربين، ولا سيما المتدربون ذوو الاحتياجات الخاصة، والمتحدثون غير الأصليين للغة الاختبار، والأقليات من الخلفيات الثقافية والسكانية المختلفة.

تتحقق أهداف الشركة عندما يكون التقييم موجَّهاً لمختلف شرائح الموظفين؛ أي بتوفُّر عوامل التنوع والمساواة والشمول للجميع دون استثناء؛ إذ يساعد عامل الشمولية على الاستفادة من المواهب المتوفرة وتنمية مهارات الموظفين.

قد يشعر بعض أعضاء الفريق بالرفض عندما لا تراعي إجراءات وسياسات الشركة اختلافهم، فقد يؤثر الموضوع سلباً في مدى قبول الموظفين للتدريب وفي ثقافة الشركة، وقد تتسبب هذه الممارسات في تخفيض فاعلية تدريبات الامتثال، كما قد تواجه الشركة دعاوى قانونية في بعض الأحيان.

إعداد التقييمات الشاملة:

فيما يأتي 10 خطوات لإعداد اختبارات وتقييمات شاملة لمختلف شرائح المتدربين:

1. توضيح الهدف من الاختبار

يجب أن توضح الهدف من التقييم والمهارة التي يختبرها بدقة؛ إذ تقوم بعض الشركات بإعداد نماذج رسمية وموحَّدة للاختبارات، ويمكنك أن تستفيد من هذه النماذج في إعداد اختبار يستهدف المهارة المطلوبة دون أن تتأثر جودته بالعوامل الخارجية المستقلة عن الهدف الأساسي للاختبار.

2. مراعاة جميع شرائح الموظفين في الشركة:

تختلف الشركات ونماذج الاختبارات عن بعضها، لهذا السبب يجب عليك أن تحدد جوانب التنوع التي تنطبق على مؤسستك وتقييماتها وتأخذها في الحسبان في مراحل إعداد وتصميم الاختبارات.

قد تشمل هذه الجوانب عوامل العمر، والعرق، والهوية الجنسية، والمواقع الإقليمية، وخلفيات الموظفين الثقافية والدينية واللغوية والوظيفية، ومستويات القلق المصاحب للاختبارات، إضافة إلى التحديات التي يواجهها ذوو الاحتياجات الخاصة.

3. مراجعة الاختبار من قِبل مجموعة متنوعة من الخبراء:

غالباً ما تكون الفِرق المسؤولة عن إعداد تقييمات التدريب مؤلفة من مجموعة صغيرة من الخبراء، لكن يُنصَح بزيادة عدد أعضاء فريق الإعداد حتى تكون الآراء ووجهات النظر متنوعة وشاملة إلى حدٍّ ما.

يفيد هذا التنوع في اكتشاف وتلافي الأسئلة غير العادلة بالنسبة إلى الأقليات؛ أي يجب تشكيل فريق مكون من مجموعة متنوعة من الخبراء لتقييم برامج التدريب والامتثال للوائح التنظيمية.

4. استخدام أسئلة حيادية تراعي الاختلاف الثقافي:

يجب أن تراعي طريقة طرح السؤال الاختلافات الثقافية والمناطقية للمشاركين، فمن الطبيعي أن يكون بعض المشاركين غرباء عن منطقتك، لهذا السبب يجب مراعاة الاختلافات عند إعداد التقييمات.

5. إعداد أسئلة بسيطة:

يجب أن تحرص على صياغة الأسئلة واختيار الكلمات بطريقة مفهومة بالنسبة إلى جميع شرائح المتدربين، فاستخدام العبارات القصيرة على سبيل المثال يساعد المتحدثين غير الأصليين للغة الاختبار على فهم المحتوى، كما أنَّه يراعي التنوع العصبي بين الأفراد، فيجب أن تعمل على تزويد فريق إعداد الأسئلة بدليل موحَّد يساعدهم على تصميم الاختبارات والتقييمات.

6. إعداد نهج للتعامل مع المتحدثين غير الأصليين للغة الاختبار:

يمكن تطبيق خيار ترجمة الاختبارات عندما تكون موجَّهة لشريحة كبيرة ومختلفة من المشاركين، أو قد يميل بعضهم إلى توفير بعض التسهيلات لهذه الفئات مثل تقديم بعض الوقت الإضافي.

توفِّر بعض منصات الاختبار ميزة الترجمة الفورية التي تساعد المشاركين على ترجمة الأسئلة وفهم محتواها، وفي جميع الأحوال، يجب أن تحرص على صياغة الأسئلة بطريقة واضحة.

7. مراعاة ذوي الاحتياجات الخاصة عند تصميم الاختبار:

يجب أن تحرص على استخدام منصة تراعي متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة، مثل المصابين بعمى الألوان وغيرها من المشكلات البصرية عند تصميم الأسئلة، فلا تتوانَ عن تقديم التسهيلات والمساعدة لمن يحتاج إليها خلال التقييمات.

8. تعيين المدة المناسبة للاختبار:

تهدف بعض الاختبارات إلى تقييم المهارات والكفاءات، وإنَّ وضع حد زمني للاختبار قد يتسبب بشعور بعض المشاركين بالقلق والضغط، لهذا السبب يُنصَح بتعيين مدة طويلة تراعي الحالة النفسية للمشاركين.

9. مراعاة حالات قلق الاختبار:

يواجه بعض الموظفين الأكفاء صعوبة عند تقديم الاختبارات والخضوع للتقييمات بسبب معاناتهم من قلق الاختبار، لهذا السبب يجب أن تحرص على عدم وضع قوانين وإجراءات صارمة في أثناء الاختبار، كما يُفضَّل أن تتيح للمشاركين إمكانية إعادة الاختبار لتخفيف الضغط الواقع على عاتقهم؛ إذ تعطي نتيجة الاختبار فكرة عن أداء الموظف، ولكنَّها لا تقدِّم تقييمات دقيقة.

10. تحسين الاختبارات والتقييمات:

يجب أن تحصل على تغذية راجعة من المشاركين وتقيِّم جودة الأسئلة ومعدلات النجاح بناءً على شريحة المتدربين عند الإمكان، وحاول أن تزيد من إجراءات مراعاة الأقليات مع مرور الوقت.

في الختام:

يمكنك أن تحصل على مزيد من المعلومات عن طريق الاطلاع على "المبادئ التوجيهية للجنة الاختبار الدولية" (ITC Guidelines) و"رابطة ناشري الاختبارات" (ATP)، كما وضع "مجلس شهادات تكنولوجيا المعلومات" (IT Certification Council) نموذجاً يراعي متطلبات التنوع والشمولية في الشهادات.

إنَّ فوائد تطبيق ممارسات الشمولية لا تقتصر على الأقليات؛ وإنَّما تزيد من فاعلية التدريبات واختبارات الامتثال بالنسبة إلى جميع المشاركين، وتساهم في تحقيق مزيد من الفائدة للشركة.