يُعَدُّ الاستثمار في تدريب الموظفين أمراً هاماً لجذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها، ولكنَّنا لا نعني بذلك عقد ورشة عمل لمدة أسبوع أو إعطاء موظفيك كمية كبيرة من الوحدات لقراءتها؛ بل ما يحتاجه فريقك هو برنامج تدريب فعال يعود بتأثير إيجابي في أدائهم ويساعدهم على التقدم في المجال الذي يختارونه.

10 نصائح لتحسين جلسات التدريب:

إليك فيما يأتي 10 نصائح لتحسين جلسات التدريب، وضمان فهم المُتدرِّبين لها:

1. اجعل التدريب متاحاً للجميع:

النصيحة الأولى لتحسين جلسات التدريب التي تقدِّمها هي إتاحة التدريب للجميع؛ إذ ولت الأيام التي كان التدريب فيها ممكناً فقط عبر جمع كل المُتدرِّبين في غرفة واحدة وإجبارهم على الجلوس والإصغاء لساعات، فبفضل التكنولوجيا الجديدة التي تنتشر في الشركات الحديثة، أصبح من الممكن الآن إتاحة التدريب عبر الإنترنت للجميع، كما يمكنك حتى اعتماد استراتيجية تعلُّم مدمج إذا كنت ترغب في الجمع بين التدريب عبر الإنترنت والتدريب وجهاً لوجه للمُتدرِّبين.

2. حدِّد أهداف التدريب واشرحها:

تحدد أهداف التدريب ما سيتعلمه المُتدرِّب أو يحققه نتيجة المشاركة في التدريب، فتحديد الأهداف طريقة جيدة لإضفاء بنية لتدريبك، وإلا سيتحول الأمر إلى فوضى؛ وذلك لأنَّ أهداف التدريب تعمل بوصفها دليلاً للتأكد من أنَّ تقدُّم تعلُّم فريقك يسير على المسار الصحيح.

إلى جانب أهمية اختيار أساليب التدريب المناسبة وتحديد أهداف التدريب، من الهام أيضاً توضيحها لفريقك، فاشرح الأمور التي يجب عليهم تحقيقها، وكيف سيطبقونها في عملهم اليومي، وإنَّها طريقة فعالة لتعزيز نسبة تذكُّر المعلومات، وتحفيزهم على المشاركة والاندماج أكثر في التدريب.

3. تأكَّد من أنَّ التدريب قصير:

إنَّ فقدان انتباه المُتدرِّبين هو أحد أسوأ الأمور التي يواجهها معظم المدربين ومحترفي التعلم والتطوير، لكن لحسن الحظ، يمكنك الحفاظ على مدة انتباه فريقك كما هي، وذلك من خلال تقديم محتوى التدريب على فترات قصيرة للمُتدرِّبين، وهي تقنية تُعرَف باسم "التعلم المصغر" (Microlearning)؛ لذا قسِّم محتوى التدريب إلى أجزاء قصيرة تركز على موضوع معين يمكن للمُتدرِّبين فهمها ومتابعتها بسهولة، إضافة إلى ذلك، ركز فقط على النقاط الأساسية لأي موضوع لتعزيز قدرة المُتدرِّبين على تذكُّر ما تعلَّموه.

4. استثمِر في جودة التدريب:

نصيحة أخرى رائعة لتحسين الدورات التدريبية هي الاستثمار في تدريب عالي الجودة، فلا يُعقل أن تطلب من فريقك حضور ندوة عبر الإنترنت أو إعطاءهم مواد ليتعلموها، ثم تَعُدُّه تدريباً جيداً؛ بل يجب أن تكون مناسبة وفعالة، وإلا فستضيع وقتهم.

استثمر في تدريب عالي الجودة تقدِّم من خلاله للمُتدرِّبين معلومات ومهارات ذات صلة بعملهم يستطيعون تطبيقها لتحسين جودة مهام عملهم اليومية، أما بالنسبة إلى برامج التدريب وجهاً لوجه، فيجب عليك البحث عن مدرب ماهر يمكنه شرح المفاهيم والاستراتيجيات الجديدة بفاعلية للمُتدرِّبين، ولست مضطراً بالضرورة إلى الاستعانة بمصادر خارجية ودفع أجر عالٍ للمدرب؛ بل أوكل المهمة لموظفيك الأكثر خبرة وموهبة واطلب منهم مشاركة معلوماتهم مع بقية أعضاء الفريق.

5. استخدِم الألعاب في التعلم:

لا يجب أن يكون التدريب جامداً ومملاً؛ فإذا كنت لا تريد أن ينسحب المُتدرِّبون من التدريب، فربما يجب عليك إضافة بعض العناصر الممتعة إليه؛ إذ تُدعى هذه الاستراتيجية بالتلعيب (gamification).

يتمحور التلعيب حول إضافة جانب ممتع للتعلم كي يكون المُتدرِّبون أكثر حماسة للتعلم والمشاركة، كما أنَّه يعزز المنافسة الصحية، وهو حافز جيد لهم لتحقيق أداء أفضل ومواكبة أداء زملائهم في الفريق.

6. حدِّد جدولاً زمنياً للتدريب:

في حال كنت تقدِّم دروساً مباشرة عبر الإنترنت، أو تدريباً وجهاً لوجه، يُنصَح بإنشاء جدول زمني فعال له، فحدد موعداً لبدء التدريب يناسب الجميع، وقدِّر المدة الزمنية التي سيستغرقها التدريب، والأهم من ذلك، التزم بهذا الجدول الزمني، وإلا فسيشعر فريقك بالإحباط لأنَّك مددت التدريب لفترة طويلة للغاية.

بالنسبة إلى التعلم عبر الإنترنت، فتحديد مواعيد لانتهاء التدريب سيساعد المُتدرِّبين على وضعه ضمن أولوياتهم، ولا يعني هذا أنَّهم سيفقدون حرية التعلم بالوتيرة التي تناسبهم؛ بل ما يزال بإمكانك السماح لهم بإجراء التدريب متى وأينما أرادوا، وذلك حتى انقضاء التاريخ الذي حددته لانتهاء كل دورة.

7. اختبِر المُتدرِّبين باستمرار:

يُعَدُّ اختبار المُتدرِّبين باستمرار نصيحة رائعة لتحسين جلسات التدريب؛ فالاختبارات والاختبارات القصيرة هي أفضل طريقة لمعرفة ما إذا كان فريقك قد احتفظ بنجاح بالدروس في ذاكرته وحقق أهدافه التدريبية أم لا، ويمكنك أيضاً القيام بذلك باستمرار على فترات زمنية محددة مسبقاً لتحرص على أن تنتقل الدروس بنجاح إلى الذاكرة طويلة الأمد للمُتدرِّبين، وهو ما يسمى بالتكرار المتباعد (spaced repetition).

8. استخدِم التدريب المشترك بين الأقسام:

الهدف من التدريب المشترك بين الأقسام هو تعريف كل فرد في فريقك بمناصب ومسؤوليات الأقسام الأخرى، وقد يتم ذلك من خلال التظليل الوظيفي (job shadowing) أو التناوب الوظيفي (job rotation)، أو يمكنك إنشاء نشاطات تتيح لهم التعاون على إنجاز مهمة محددة.

عندما يُجرى هذا النوع من التدريب بصورة مناسبة، قد يعود بفوائد جمة على الشركة، فقد يوسع التدريب المشترك بين الأقسام معرفة الفرد بالموضوع ومهاراته، ويتيح لشركتك العمل بصورة أفضل، وعندما يدرك الجميع دور بعضهم بعضاً، فلن تقلق أبداً عندما يكون أحدهم مريضاً أو في إجازة؛ لأنَّ لديك فريقاً قوياً يمكنه تولِّي المهمة.

كما أنَّه يمنع إنشاء وحدات منفصلة عن بعض في المنظمة، أو انتشار ثقافة تنظيمية غير مناسبة؛ إذ يعمل كل بمفرده، ويترددون في مشاركة المعلومات عبر أجزاء مختلفة من الشركة؛ لذا من خلال التدريب المشترك بين الأقسام، ستلاحظ تحسناً في الإنتاجية؛ إذ سيكون من الأسهل على الجميع البحث عن أفضل شخص لإنجاز مهمة معينة والتعاون معه.

9. قيِّم فاعلية التدريب:

يُعَدُّ تتبُّع مقاييس تقييم التدريب أفضل طريقة لتحديد ما إذا كنت تحقق أقصى استفادة من التدريب الذي قضيت أياماً تجهزه أم لا؛ إذ سيوضح لك تحديد درجات تقييم فريقك، ومعدل إكمال الدورة، والوقت الذي يستغرقه كل درس، ونوع المحتوى الذي يفضلونه، مدى فاعلية تدريبك وكيف يمكنك تحسينه في المرة القادمة، كما سيساعدك على تحديد الموظفين الذين يحتاجون إلى مزيد من التدريب، بحيث يمكنك منحهم الدعم الذي يحتاجون إليه لتحسين مهاراتهم الناعمة والصلبة وأدائهم.

10. اطلب التغذية الراجعة من المُتدرِّبين:

آخر نصيحة لتحسين الجلسات التدريبية هي الحصول على التغذية الراجعة من المُتدرِّبين، فهل وجدوا التدريب مفيداً لمنصبهم؟ وهل استطاعوا تطبيقه على عملهم وتحسين أدائهم؟ وهل استمتعوا بالدورة؟

ستحدد الإجابات عن هذه الأسئلة فاعلية التدريب الذي قدَّمته من وجهة نظر المُتدرِّبين مباشرة، كما يُعَدُّ الحصول على تغذيتهم الراجعة مؤشراً هاماً لأنواع التدريب التي يجب أن تقدِّمها لفريقك في المستقبل، إضافة إلى المحتوى الذي يجب أن تضيفه إلى دروسك.