تعزيز تدريب الموظفين من خلال تدريب الواقع الافتراضي:

يعد تدريب الواقع الافتراضي (VR Training) طريقة مستقبلية يمكن أن تعتمدها الشركات للتعلم والتطوير على الرغم من استخدامها في معظم أقسام التعلُّم اليوم.

في حين أنَّه توجد علامات تجارية رائدة مثل وول مارت (Walmart) وبوينغ (Boeing) تُستخدَم هذه التقنية حالياً لأهداف التدريب، إلا أنَّ الحواجز التي تعترض الوصول إليها مثل تكلفة سماعات الرأس المخصصة للواقع الافتراضي، أو الافتقار إلى الحماسة تجاه استخدام تدريب الواقع الافتراضي، استمرت في إعاقة التطور الواسع النطاق لاستخدام هذه الطريقة.

بصفتك قائداً تعليمياً، قد لا يكون لديك الميزانية اللازمة لتقديم تدريب الواقع الافتراضي أو استخدامه على نطاق واسع في المستقبل، ومع ذلك، فمن المنطقي معرفة فوائده واستخدامه على نحو ما عاجلاً وليس آجلاً، ونظراً لأنَّ جيل الألفية والجيل الذي يليه يشكلون النسبة الأكبر من عمليات التوظيف وهم المسؤولون عن إجراء تحديثات مستمرة للتكنولوجيا، فقد يساعد الواقع الافتراضي على تحقيق مستوى الاندماج المناسب لمجالات محددة من التعلم والتطوير.

فيما يأتي أربعة مجالات يجب مراعاتها عند التفكير في تدريب الواقع الافتراضي في مؤسستك:

1. تأهيل الموظفين:

إنَّ تقديم تجربة تأهيل جيدة للموظفين له تأثير كبير في الوقت الذي يقضيه الموظف معك؛ إذ إنَّ 70% تقريباً من معدل دوران الموظفين يحدث بطريقة طوعية؛ أي إنَّ الموظفين هم من يختارون ترك الشركات، ويمكن أن تختلف أسباب ترك الشركات، ومن ذلك عدم التقدير، أو ثقافة مكان العمل السيئة، أو عدم قدرة الموظف الجديد على التواصل مع الشركة عموماً.

عند تأهيل موظف جديد، توجد بعض الأمور الأساسية التي يجب أن تتأكد منها، وتشمل التوجيه في مكان العمل والمناطق المحيطة به، وضمان الاندماج الاجتماعي مع الفرق وتمكينهم في الأمور التكنولوجية وأسرار استخدامها للبدء بطريقة صحيحة.

يمكن أن يكون استخدام تدريب الواقع الافتراضي لتجربة الحياة الواقعية لأجزاء من هذه العملية طريقةً رائعةً لتقديم تجربة تأهيل ممتعة وإيجابية وتساعد على الاندماج؛ لذا فكر في إجراء عملية توجيه كاملة عن الشركة؛ بحيث يمكن للموظف الجديد التنقُّل والفهم دون الحاجة إلى تتبُّع شخص ما في الشركة، وبهذا سيكون الموظفون قادرين على التركيز على مجالات أخرى؛ أي إذا كانوا سيستخدمون صالة الألعاب الرياضية، فسيرغبون في معرفة مكانها.

2. محاكاة التدريب عالي المخاطر:

الواقع الافتراضي هو أداة تعليمية رائعة لبرامج التدريب التي تتضمن مخاطر عاليةً، مثل التدريب الطبي والتدريب على السلامة أو حتى التدريب العسكري، ودون خيارات الواقع الافتراضي المتاحة لأقسام التعلم، سيُقدَّم التدريب بعدة أشكالٍ، منها التدريب داخل الفصل الذي قد يكون رائعاً لكنَّه لا يمنح المتعلمين فرصة التعلم التجريبي الحقيقي، والتعلم عبر الإنترنت الذي يمكن أن يوفر المزيد من المحاكاة لزيادة الاندماج لكنَّه سيفشل من الناحية العملية، والتدريب الهجين.

لذا فكِّر في شركة تصنيع كبيرة تتعامل مع المواد الكيميائية، قد يشمل التدريب على بروتوكول الطوارئ جلسات داخل الفصل ونماذج التعلم المصغر للدعم في المستقبل والكثير من الكتيبات والملصقات، ومع الواقع الافتراضي، يمكن لكل موظف التعامل مع حالة طوارئ مختلفة، مثل حالة تسرُّب المعلومات، أو مخالفة البروتوكول، أو الإخلاء في حالات الطوارئ.

3. تدريب المهارات الشخصية:

تركز معظم الشركات على أمر هام جداً وهو التدريب على المهارات الشخصية، والذي يعد طريقةً رائعةً للاستفادة من تدريب الواقع الافتراضي.

لقد أدت الزيادة المستمرة في استخدام الأتمتة والتقدم التكنولوجي في مكان العمل إلى تجاوز المهارات الشخصية؛ لذا لتحقيق النجاح، تطلب المنظمات من الموظفين التفوق في المهارات التنظيمية، وهذا ما يبحث عنه معظم مديري التوظيف والقائمين على عملية التوظيف في مرشحيهم.

يعد الواقع الافتراضي طريقة تدريب رائعة للمساعدة على بناء هذه المهارات القابلة للتغير في المؤسسة، والتي يمكن أن تقدم محتوى تدريبياً وتجارب محددة جداً؛ إذ يمكن تخصيص مهارات مثل عروض المبيعات وتدريب المدربين، والوعي في مكان العمل، والتواصل، وإدارة التوتر في مكان العمل، ومهارات تقديم العروض وغير ذلك، بما يتناسب مع الدور والمجال والاحتياجات الخاصة للمتعلم.

بالإضافة إلى القدرة على تقديم محاكاة واقعية للمتعلم مثل المقابلات بين الشركات التجارية أو الاجتماعات أو المؤتمرات الكبيرة حيث يمكنهم التحدث، ويمكن للمتعلمين أيضاً تحميل المحتوى الخاص بهم مثل العروض التقديمية التي سيقدمونها أو الخطابات؛ إذ يوفر تدريب الواقع الافتراضي تغذيةً راجعةً فوريةً وإرشادات ونصائح للموظفين لتصحيح عملية التقديم.

4. التدريب بشأن التوظيف:

يعد العثور على الأشخاص المناسبين لشركتك مهمةً كبيرةً؛ إذ إنَّ توظيف شخص لديه المهارات الخاطئة ولا يتناسب مع ثقافة الشركة، أو توظيف شخص ما وتقديم تجربة سيئة للمرشحين، كل ذلك يؤدي إلى إنفاق آلاف الدولارات.

كشفت دراسة استقصائية أجراها موقع غلاسدوور (Glassdoor) أنَّ الشركات التي تستثمر في تقديم تجربة قوية للمرشحين تتحسن جودة التوظيف فيها بنسبة 70%؛ لذا يعد تدريب فرق التوظيف الخاصة بك على العثور على الأشخاص المناسبين لمؤسستك أمراً جيداً للاستفادة من تدريب الواقع الافتراضي.

يمكن أن تسمح المقابلات التي تُجرى بطريقة المحاكاة للفرق بتوفير الخبرة المناسبة للمرشحين، وضمان إرسال رسائل دقيقة تتعلق بالدور والشركة والتوقعات العامة.

وتوجد طريقة رائعة أخرى لدمج هذه التكنولوجيا في عملية التوظيف، وهي من خلال المعارض التجارية والأحداث التي ترغب في جذب الجمهور إليها؛ إذ إنَّ مشاركة تجربة الشركة مع الأشخاص من خلال الواقع الافتراضي، يمكن أن تمنح المرشحين إحساساً حقيقياً بما تتعلق به العلامة التجارية يثير اهتمامهم ليكونوا جزءاً منها.

في الختام:

يعد تدريب الواقع الافتراضي مرناً في جميع المجالات المتعلقة بأقسام التعلم إذا استُخدِمَ بالطريقة الصحيحة وساعد على تحسين النتائج تحسيناً كبيراً، ومع ذلك، قبل البدء، تحتاج الشركات إلى فهم ما يريدون تحقيقه، ومعرفة كيف يمكن للواقع الافتراضي المساعدة في ذلك، وبعد أن تصبح جاهزاً، يمكن إجراء الاستثمار والبدء بالتدريب الافتراضي.