يمكن أن يعني الاهتمام بتطوير كل فرد أرباحاً كبيرة لعملك، ويُعَدُّ تعيينُ الموظفين المناسبين لشَغلِ المناصب في مؤسستك خطوة هامة، ولكنَّ العثور على مرشَّح مُؤهَّل هو فقط جزء من المعادلة، فإذا كنت ترغب في الحصول على نتائج رائعة من موظفيك، فيجب عليك توفير التدريب الكافي.

حتى الشخص الذي يبدو أنَّه يمتلك كل المؤهلات المناسبة قد لا يرقى إلى مستوى التوقعات إذا لم تمنحْهُ الأدوات التي يحتاج إليها لتحقيق النجاح.

من تحديد إجراءات الشركة وسياساتها إلى مساعدة العمَّال على تحسين مجموعات مهاراتهم الفردية، يُمكِنُ أن يؤدي التدريب المُحسَّن إلى نتائج مثيرة في أرباحك، وعندما تبذل الجهد سترى المزيد من النتائج الرائعة ومنها:

1. زيادة سريعة للإنتاجية:

يُعَدُّ بدء العمل في شركة جديدة أو حتى تغيير المناصب داخل نفس المؤسسة تجربة نمو كبيرة، لكنْ بالنسبةِ إلى أرباب العمل فإنَّ تعيين الموظفين أو مساعدة العمال الحاليين على الانتقال إلى وظائف جديدة يُمكنُ أن يؤدي إلى فقدان الإنتاجية.

في الواقع تكشف استطلاعات الرأي حول تنقُّل القوى العاملة أنَّه وسطياً يستغرقُ الموظف الجديد حوالي 8 أشهر للوصول إلى الإنتاجية الكاملة بعد بدء العمل، ومع ذلك ما يزال يتعيَّن على أرباب العمل دفع نفس الراتب المُتَّفق عليه خلال هذه الفترة؛ أي تقديم أجر دوام كامل مقابل عدم العمل لدوام كامل.

سيوفِّر برنامج التدريب الجيد الوضوح فيما يتعلَّق بدور ومسؤوليات الموظَّف الجديد، مع بذل جهد لسدِّ الثغرات المعرفية التي قد تعوق عودة الموظف، فحتى معالجة المشكلات اليومية في مكان العمل مثل التكامل الاجتماعي ومعرفة الثقافة التنظيمية يمكن أن تساعد الموظَّف الجديد على اكتساب الثقة بمنصبه بسرعة حتى يتمكن من إحداث التأثير المطلوب، ومن خلال التأكُّد من أنَّ جميع الموظفين الجُّدد يملكون فهماً قوياً للمهارات والممارسات المطلوبة، سيكونون قادرين على تقديم مساهمة أكبر من البداية.

2. الاندماج الدائم:

بالحديث عن تدريب الموظفين والإنتاجية تَنصَحُ تامارا روزين (Tamara Rosin) مديرة التحرير في شركة ووك مي (WalkMe) في أحد المقالات بأنَّ: "التدريب الفعَّال يرتبط أيضاً بصورة مباشرة بمستويات اندماج الموظفين، وعندما ينضمُّ الموظف لأول مرة إلى شركتك، يكون في البداية حريصاً على العمل الجاد وإثبات نفسه، لكنْ إذا كانَ تدريبُكَ لا يمكِّنُه من الأداء على أعلى مستوى، فيمكنك التأكُّد من أنَّ اندماجه سينخفض".

اندماج الموظفين هو مصدر قلق كبير في مكان العمل الحديث، وبينما يشير بحث أجرته مؤسسة غالوب (Gallup) إلى أنَّ المستويات في ازدياد، تبقى حقيقة أنَّ 66% إما "غير مندمجين" أو "غير مندمجين بنشاط"، ولا يشعر هؤلاء الأفراد بالارتباط بوظائفهم سواءَ من الناحية المعرفية أم العاطفية؛ ممَّا يعني أنَّ معظمهم سيبذلون أقل جهد ممكن، ويتعارض التدريب الجيد مباشرةً مع هذا التأثير، والذي قد يؤدي إلى تراجُع الثقافة التنظيمية بأكملها إذا تُرِكَت دون رادع.

3. تحسين معدلات الاحتفاظ بالموظفين:

لا يتعلَّق الاحتفاظ بالموظفين فقط بالتأكُّد من أنَّ الموظفين لا يتركون عملهم بعد أول عرض جديد يأتي في طريقهم؛ بل يتعلَّق الأمر بمساعدتهم على الشعور بأنَّهم يضيفون قيمة إلى مؤسستك، وهذا ما يجعلهم يرغبون في البقاء، وعادةً ما يحدث ذلك من خلالِ التدريب.

في مقال لمجلَّة ترينينغ (Training) يشرح الكاتب جو ليبهام (Joe Lipham) أنَّ البرنامج التدريبي المُصمَّم جيداً يؤدي دوراً هاماً في الاهتمام بالموظفين، ويريد الزملاء الشعور بأنَّ الوظيفة التي يعملون بها هامة لنجاح الأعمال وأنَّ الشركة تستثمر الوقت والمال لإنجاز المَهمَّة بصورة صحيحة وعلى أعلى مستوى.

عندما يشعر الموظفون بالتقدير وبأنَّ مساهمتهم هامة فمن المرجَّح أن يبقوا على الأمدِ الطويل، وبالتأكيد يجب أن تستمر في تعزيز ثقافة الجودة التي تحفزهم على البقاء، ولكنَّ التدريب سيؤهِّلهم إلى تحقيق النجاح الدائم.

4. تحقيق الأرباح على الأمد الطويل:

سيكون للتدريب الجيد تأثير مباشر في أرباحك النهائية، ويُقدِّرُ المُحلِّلُ العالمي جوش بيرسين (Josh Bersin) أنَّ فقدان موظف واحد يمكن أن يُكلِّفَ الشركة ما يصل إلى ضعف الراتب السنوي لهذا الموظَّف، ومن خلال تحسين معدلات الاحتفاظ من خلال التدريب يُمكِنُ لشركتك تجنُّب هذه الخسائر، وهو أمر يمكنُ أن يُحدِثَ فارقاً كبيراً لشركة ناشئة تُعاني من ضائقة مالية.

عندما يكون موظفوك أكثر اندماجاً وإنتاجية، ستزدادُ الأرباح أيضاً بصورة طبيعية، فمن خدمة العملاء المُحسَّنة إلى تقليل تكرار الأخطاء في المهام اليومية؛ هذه هي المجالات التي تتحسَّن عادةً مع مرور الوقت، ولكنَّ توفير تدريب أولي عالي الجودة سيضمن أنَّ العديد من هذه المجالات فعَّالة منذ اليوم الأول.

وجدَ استطلاع مؤسسة غالوب (Gallup) الذي ذُكِرَ آنفاً أنَّ الشركات التي يعمل بها موظفون مندمجون هي أكثر ربحية بنسبة 21% من الشركات التي تمتلك قوة عاملة غير مندمجة، وبمعنى آخر فإنَّ كل الفوائد التي تأتي من تدريب موظفيك لن تؤدي فقط إلى تحسين سَير عملك اليومي ووضع العمَّال في وضع أفضل للنجاح؛ وإنَّما ستساعدك على أن تُحقِّقَ الأرباح أكثر بصورة عامة.