على الرغم من ظهور اتجاهات جديدة للتعلم الإلكتروني واختفاء أخرى، لكن توجد اتجاهات معينة يجب التركيز عليها، وفي هذا المقال، سنكتشف الاتجاهات الرئيسة التي ستؤثر في مجال التدريب .

5 اتجاهات تدريبية يجب التفكير بها:

إليك فيما يأتي 5 اتجاهات تدريبية يجب التفكير بها وأخذها بعين الاعتبار:

1. تقنية التعلم المبتكرة:

تستفيد حلول التعلم المتاحة اليوم من أحدث التقنيات لتقديم التدريب الفعَّال، وتجعل الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي (ML) التعلم أكثر سهولةً وجاذبيةً وخصوصيةً للمتعلِّمين، وهذا يؤدي إلى زيادة معدلات اعتماد التدريب ومعدلات الإنجاز وزيادة العائد على الاستثمار (ROI) مقارنة بالحلول التدريبية القديمة.

بعد أزمة "كوفيد-19" (COVID-19)، أصبحت القوى العاملة تبحث عن خيارات مرنة، وقد باتت القوى العاملة الهجينة هي الأكثر طلباً في معظم المؤسسات؛ إذ تجعل الحلول القائمة على التكنولوجيا طرح فكرة التدريب أمراً سهلاً للحفاظ على الإنتاجية لدى القوى العاملة الديناميكية والهجينة، وقد أصبح تطبيق حلول التدريب في بيئة تعلُّم معقدة أمراً ممكناً الآن مع تقدُّم أدوات تقديم التدريب.

إضافة إلى ذلك، تساعد التكنولوجيا على تسهيل عملية التعلم في أي وقت وأي مكان؛ لهذا السبب، تبتعد المنظمات عن تقنيات التدريب القديمة وتنتقل إلى استخدام الحلول الحديثة للحصول على أفضل الابتكارات من تكنولوجيا التعلم.

2. المسارات الوظيفية المُخصَّصة:

من الحقائق المعروفة أنَّ الفجوات في المهارات تختلف من شخص لآخر، فيمكن للمنظمات توفير الوقت وتعزيز مهارات المتعلِّمين في الوقت المناسب من خلال تخصيص حلول التعلم لتلبية الاحتياجات الفردية.

توجد حاجة مُلحَّة في عصرنا اليوم إلى وجود نهج مرن للتعلم في العمل، فعندما توفِّر منصة التعلم وسيلة لإنشاء مسارات تعلم مُخصَّصة، فإنَّ ذلك يعزز التعلم غير المتزامن، كما يسمح للمتعلِّمين بالتدريب بما يتناسب مع سرعتهم وراحتهم بدلاً من إجبارهم على ترك كل شيء بين أيديهم والبدء بالتعلم.

مع تطور التكنولوجيا في مجال التعلم والتطوير، يوجد ازدياد في عدد الموظفين والمتعلِّمين الذين تُقدَّم لهم مسارات وظيفية مخصصة، ولتوفير هذا التخصيص، تدمج فِرق التعلم والتطوير الأدوات التكنولوجية مع تحليلات البيانات لتقييم مجموعة مهارات المتعلِّمين والتوصية بالدورات التدريبية المناسبة للتقدم الوظيفي، ومن خلال تقديم هذا المستوى التفصيلي من التخصيص، سيمتلك الموظفون والمتعلِّمون توقعات جيدة تجاه مؤسساتهم، كما سيكون لديهم حافز كبير للتدريب الفعَّال، ومن ثم يسهمون في أرباح الشركة.

3. قيادة التعلم داخل قسم التعلم والتطوير:

عندما يُجهَّز فريق التعلم والتطوير بالمهارات المناسبة، يمكنهم توجيه المتعلِّمين في الاتجاه الصحيح، إضافة إلى تخطيط وتصميم وتقديم حلول تدريبية فعَّالة للمؤسسة، يجب على فِرق التعلم والتطوير أيضاً أن يشاركوا بفاعلية في مبادرات التدريب.

يجب التركيز بصورة متساوية على تحسين المهارات وإعادة تطويرها وتحفيز قسم التعلم والتطوير من خلال تشجيع مبادرات التعلم، كما يجب إعطاء الأولوية لتحديد بطل التعلم الإلكتروني لتعزيز التدريب في المنظمة وتقديم فاعلية التدريب لقادة الشركات.

يقود من يتقن التعليم الإلكتروني مشاريع التدريب وتجارب التعلم، ويربط نتائج التعلم بأهداف الشركة، ويواكب التطورات في التعلم، ويمكن أن يكون الشخص الذي يلجأ إليه المتعلِّمون الشريك الاستشاري للشركة، وهذا يساعد قادة الأعمال على تحديد فاعلية التدريب.

4. التعلُّم المدمج السلس:

التعلُّم المدمج هو مزيج مبسَّط من وسائل تعليمية متعددة لتقديم التدريب بصورة فعَّالة دون زيادة العبء على المتعلِّمين، كما أنَّه يعزز نهج التعلم المتكامل لكل من المشاركين والمنظمة.

يتيح التعلم المدمج للمتعلِّمين المرونة في التعلم في الوقت والمكان المناسبين لهم، كما يسمح للمتعلِّمين بالحصول على التدريب وفق أشكال عدة، التي تشمل على سبيل المثال لا الحصر:

1. التعليم الإلكتروني الغامر:

يعتمد على استخدام مفاهيم التكنولوجيا الحديثة مثل سرد القصص، والمحاكاة، وسيناريوهات الحياة الواقعية، والواقع المعزز (AR)، والواقع الافتراضي (VR) لتقديم التدريب.

2. التعلم القائم على الفيديو:

كما يوحي الاسم يعني وجود مقاطع فيديو مُخصَّصة تقدِّم التدريب المطلوب مثل مقاطع فيديو تفاعلية وتعليمية، ومقاطع فيديو متحركة، وما إلى ذلك.

3. التعلم المُصغَّر:

التعلم المُصغَّر هو عبارة عن وحدات تدريبية صغيرة بأشكال مختلفة مرتَّبة بالتسلسل للمتعلِّم لسهولة اعتماد التدريب وتقديمه.

4. التدريب الافتراضي بقيادة مدرب (VILT):

التدريب الافتراضي بقيادة مدرب وهو عبارة عن جلسة تدريبية تُقدَّم افتراضياً؛ إذ يدير المدرب الجلسات ويتفاعل مع المتعلِّمين افتراضياً.

5. التعلم المتنقل:

وهو عبارة عن نموذج مرن مصمَّم للعمل على الأجهزة المحمولة، ويُستخدَم عادةً لإجراء جلسات التدريب في أثناء التنقل.

الهدف هو تقليل الوقت اللازم لاكتساب المهارات، فمن خلال حل التعلم المدمج الفعَّال، يمكن إنجاز مشروع تدريب متعدد الأشكال بنجاح.

5. تحليلات التعلم:

يمثل الذكاء الاصطناعي في تحليلات التعلم نقطة التحول في عملية صنع القرار؛ إذ تجني بعض المؤسسات فوائد تحليلات التعلم الفعَّالة لتحسين دورات التعلم والتطوير، ووفقاً لدورة "هايب غارتنر للذكاء الاصطناعي خلال عام 2022" (2022 Gartner Hype Cycle™ for Artificial Intelligence (AI)، من المتوقع أن يُعتمَد ذكاء القرار (هو مجال هندسي يعزز علوم البيانات بنظرية من العلوم الاجتماعية ونظرية القرار والعلوم الإدارية) خلال عامين إلى خمسة أعوام من الآن.

ذكاء القرار - وهو استخدام عملي للذكاء الاصطناعي في عملية اتخاذ القرار في المنظمات - من المقرَّر أن يُحدِث ثورة في عالم الأعمال في السنوات القادمة، وستجعل هذه التطورات عملية اتخاذ القرار أكثر كفاءةً، وهذا يقلل من عدم القدرة على التنبؤ، ويزيد من شفافية القرار.

ستساهم تحليلات التعلم في تحسين عملية اتخاذ القرار والتحليلات ذات الصلة وسرعة اتخاذ القرار، ولتلبية احتياجات التعلم الديناميكية، يُوصَى باستخدام نظام شامل لتحليلات التعلم وإعداد التقارير، ويجب أن يَعُدَّ قادة التعلم والتطوير ذلك ضرورياً للمضي قدماً.

في الختام:

يسلِّط تقرير اتجاهات التعلم في أماكن العمل لعام 2023 الصادر عن موقع "يودمي بيزنيس" (Udemy Business) الضوء على طريقة حصول المؤسسات التي تعطي الأولوية للتعلم على ميزة تنافسية وكيف تزدهر في المستقبل، وعموماً، تُعَدُّ التكنولوجيا نقطة التحول الأساسية في التعلم والتطوير، وهذا يسهِّل المعرفة من خلال تجارب تعليمية سلسة؛ إذ إنَّ القدرة على التعامل مع هذه الاتجاهات سيُمكِّن المتخصصين في التعلم والتطوير من الحصول على أفضل النتائج من مبادراتهم التدريبية.