برامج تدريب الموظفين بالغة الأهمية في جميع الشركات، وقد كشفت نتائج دراسة إحصائية سابقة أنَّ 68% من الموظفين يعتبرون مبادرات التدريب والتطوير سياسة أساسية في الشركة. يبقى 95% من الموظفين في الشركة التي تقدم فرص للتعلم والتطوير، كما تحقق الشركات التي تستثمر في مبادرات التدريب زيادة تُقدَّر بنسبة 24% في العائد على الاستثمار.

يتطلب تحقيق الفوائد المرجوة من برامج تدريب الموظفين الاستثمار في التخطيط، والتفكير الإستراتيجي، وتطوير البرامج وتحسينها، وذلك عبر الاستفادة من الميزات والأدوات التي تقدمها التكنولوجيا الحديثة. يبحث هذا المقال في كيفية الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في تصميم تدريبات الموظفين وإجرائها.

الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في تعزيز فعالية تدريبات الموظفين

في ما يلي 10 فوائد لتدريبات الموظفين:

  • تحسين أداء الموظفين.
  • تعزيز اندماج الموظفين في مكان العمل.
  • تعزيز التقدم المهني.
  • زيادة معدل استبقاء العمالة.
  • ضمان الثقة والمصداقية.
  • وضع المعايير التنظيمية.
  • تعزيز الوعي بسياسات الشركة.
  • زيادة رضا الزبائن.
  • ضمان نمو الشركة.
  • التفوق على المنافسين في السوق.

يمكن الاستفادة من الميزات والأدوات التي تقدمها التكنولوجيا الحديثة في تحسين إجراءات إدارة مبادرات تدريب الموظفين. تساهم الأدوات التكنولوجية والرقمية في تنظيم إجراءات العمل، وتحسين تجربة التعلم، ومساعدة كل من المدربين والمنتورز.

لهذا السبب تتجه العديد من الشركات للاستثمار في مجال تكنولوجيا البرمجيات من أجل الاستفادة منها في برامج تدريب الموظفين، ومن المتوقَّع أن ينمو سوق برمجيات التدريب العالمي من 52.7 مليار دولار في عام 2020 إلى 115.49 مليار دولار في عام 2028، أي بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ حوالي 10.34%.

طرائق استخدام التكنولوجيا في برامج تدريب الموظفين

1. إنشاء منصة تعلم إلكتروني

يتطلب نجاح برامج تدريب الموظفين استخدام "نظام إدارة تعلم" (LMS) مناسب، لهذا السبب تتجه المزيد من الشركات والمؤسسات للاستثمار في "أنظمة إدارة التعلم". من المتوقع أن ينمو سوق "أنظمة إدارة التعلم" من 17.27 مليار دولار في عام 2022 إلى 70.83 مليار دولار في عام 2030 بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ حوالي 19.5%.

تقتضي الخطوة الأولى للاستثمار في "أنظمة إدارة التعلم" إنشاء منصة تعلم إلكتروني. في ما يلي مجموعة من مصادر التعلم التي يمكن إعدادها واستخدامها في برامج التدريب:

1.1. الدورات التدريبية الإلكترونية

إعداد دورات تدريبية متنوعة يمكن للمتدربين الوصول إليها عبر الإنترنت.

2.1. مصادر التدريب

إعداد مواد تدريبية يمكن لكل من المتدربين والموظفين الاستفادة منها بسرعة وسهولة.

3.1. الأسئلة الشائعة

إضافة الأسئلة الشائعة إلى منصة التعلم الإلكتروني لكي تكون متاحة لجميع الموظفين سيما المتدربين منهم.

4.1. قاعدة معرفية

تجميع المصادر والمواد التدريبية في مكان واحد بحيث يتسنّى لجميع الموظفين سيما المتدربين منهم البحث عن المعلومات والأجوبة والمراجع التي يحتاجون إليها لتنمية مهاراتهم.

2. إجراء برامج التدريب عبر الإنترنت

لقد ساهمت الأدوات الرقمية وتكنولوجيا الاتصالات في إحداث نقلة نوعية في قطاع الأعمال التجارية، وأتاحت إمكانية العمل عن بعد، ووفرت بيئة مناسبة لنمو سوق العمل الحر وقطاع تعهيد العمليات التجارية.

ينصح "ريان هاميل" (Ryan Hammill) الرئيس التنفيذي لمؤسسة "أنشينت لانغويج إنستيتيوت" (Ancient Language Institute) بإجراء التدريبات عبر الإنترنت، ويقول في هذا الصدد: "تتعاقد الشركات في الوقت الحالي مع موظفين من جميع أنحاء العالم، ويمكنها أن تستفيد من المنصات الرقمية في تأهيلهم وتدريبهم. تُستخدَم أدوات الاتصال عبر الإنترنت مثل "زوم" (Zoom)، و"سلاك" (Slack)، و"سكايب" (Skype) في تدريب الموظفين العاملين عن بُعد".

في ما يلي 3 استخدامات لتكنولوجيا الاتصالات في تدريب الموظفين:

1.2. الندوات الافتراضية

إجراء الندوات عبر الإنترنت لتدريب الموظفين العاملين عن بُعد.

2.2. ورشات العمل عبر الإنترنت

إجراء ورشات عمل افتراضية تهدف لتنمية مهارات الموظفين العاملين عن بُعد وتزويدهم بالمعلومات والخبرات التي يحتاجون إليها.

3.2. الصفوف الدراسية الافتراضية

إجراء التدريبات، وتأهيل الموظفين الجدد قبل الالتحاق بالعمل ضمن الصفوف افتراضية عبر الإنترنت.

استخدام التكنولوجيا في برامج تدريب الموظفين

3. إعداد محتوى مقاطع الفيديو

يتجاوب معظم المتدربين مع مقاطع الفيديو لأنَّها سهلة الاستيعاب والتذكر، على عكس المحتوى النصي الذي يمكن أن يكون ممل وصعب الفهم بالنسبة للبعض. تُستخدَم مقاطع الفيديو لمساعدة الموظفين في اكتساب المهارات والمعلومات اللازمة، وتُطبَّق في مبادرات إعادة تأهيل الموظفين ورفع كفاءاتهم وتحسين مهاراتهم.

في ما يلي 3 أنواع للمحتوى المرئي الذي يمكن استخدامه في الدورات التدريبية:

1.3. مقاطع الفيديو التعليمية

إنتاج مقاطع فيديو عن طبيعة عمل الشركة، وثقافتها، وبيئتها، وأقسامها، وسير العمل، والإجراءات، والمهام التي يؤديها العاملون فيها.

2.3. الشروحات المرئية

إنشاء شروحات مرئية لمساعدة الموظفين وتوجيههم خلال التدريب.

3.3. مقاطع فيديو تفاعلية

تضم مقاطع الفيديو التفاعلية روابط تؤدي إلى مصادر ومراجع متوفرة عبر الإنترنت، واختبارات تلقائية، وغيرها من العناصر التي تساعد في تعزيز اندماج الموظفين مع محتوى التدريب.

4. تمارين المحاكاة في التدريبات العملية

تقدم تكنولوجيا "الواقع الممتد" (XR) تجربة تعلم غامر قابلة للتطبيق في تدريبات الموظفين.

تقترح "ليندا شافر" (Linda Shaffer) مديرة عمليات الموارد البشرية في شركة "شيكر" (Checkr) استخدام تمارين المحاكاة في التدريبات العملية، وتقول في هذا الصدد: "تساعد تمارين المحاكاة في تحسين مهارات الموظفين عن طريق ممارستها ضمن بيئات افتراضية تحاكي مكان العمل، وهي تسمح لهم باقتراف الأخطاء والتعلم منها حتى يتحسن أداؤهم بشكل تدريجي".

في ما يلي 3 تطبيقات للمحاكاة في تدريب الموظفين:

1. "الواقع الافتراضي" (Virtual Reality)

الواقع الافتراضي هو عبارة عن بيئة رقمية تقدم تجربة غامرة للمستخدم، وتسمح له بالاندماج الكامل في منصة التدريب عبر الإنترنت.

2. "الواقع المعزز" (Augmented Reality)

الواقع المعزز هو عبارة عن رؤية للعالم الحقيقي مع إضافة بعض العناصر الرقمية. يتيح "الواقع المعزز" للموظفين إمكانية تأدية المهام ضمن منصة افتراضية تحاكي بيئة العمل الفعلية.

3. الواقع الهجين

 يدمج الواقع الهجين بين الواقعين المعزز والافتراضي في منصّة تعلم إلكتروني تسهم في زيادة فعالية التجربة.

5. التقييمات التفاعلية

تهدف تدريبات الموظفين إلى تحسين مهاراتهم وتحديث معلوماتهم، وهي تتطلب إجراء تقييمات تساعد في تقدير مدى التحسن في مهارات الموظفين ومعلوماتهم بعد انتهاء البرنامج. تساعد هذه التقييمات في تحديد عيوب البرنامج وإجراء التعديلات اللازمة لتحسينه وتطويره.

يقترح "جيري هان" (Jerry Han) مدير قسم التسويق في شركة "برايز ريبل" (PrizeRebel) إجراء تقييمات تفاعلية باستخدام التكنولوجيا الحديثة، ويقول في هذا الصدد: "لقد حان الوقت لتحديث تقييمات التدريب التقليدية، وإضافة عناصر الإبداع، والتفاعل، والمتعة عليها بغية تحسين تجربة المتدربين".

ينصح "هان" بنماذج التقييم التالية:

  • إرسال استطلاعات الرأي والاختبارات عبر البريد الإلكتروني باستخدام تقنية "صفحات الجوال المسرعة" (AMP): إرسال استطلاعات رأي واختبارات تفاعلية عبر البريد الإلكتروني باستخدام تكنولوجيا صفحات الجوال المسرعة إلى المتدربين.
  • تمارين السحب والإفلات: تأكد أنَّ منصة التعلم الإلكتروني تتيح للموظفين إمكانية سحب العناصر وإفلاتها في التقييمات الإلكترونية.
  • المخططات البيانية التفاعلية: تُستخدَم المخططات البيانية لتبسيط المفاهيم المعقدة وتعزيز عملية التعلم، ويُنصَح بالاستفادة منها في تقييمات المتدربين.
  • التلعيب: تُستخدَم الألعاب في تقييمات الموظفين لزيادة مستوى تفاعلهم واندماجهم معها، واستمتاعهم بتأديتها.
  • محاكاة تقمص الأدوار: تُستخدَم تكنولوجيا "الواقع الممتد" لمحاكاة تفاعلات التدريب وتطبيق تمارين تقمص الأدوار.

6. استخدام التلعيب في تدريبات الموظفين

لقد شهد قطاع الأعمال تغييرات جذرية اقتضت تحديث برامج تدريب الموظفين وتحسينها، وتصميم تجارب تساعد في زيادة تركيزهم، وإنتاجيتهم، ومستوى تفاعلهم واندماجهم مع مواد التدريب. يُستخدَم التلعيب لإضفاء عنصر المتعة على تجارب التعلم التي تجري ضمن أوساط العمل.

فيما يلي 4 طرائق لإضفاء عنصر اللعب على برامج تدريب الموظفين:

1.6. لوحات المتصدرين

تُستخدَم لوحة المتصدرين لإضفاء عنصر المنافسة، ويجب أن تكون مبنية على مجموعة من المعايير والمقاييس الأساسية.

2.6. نظام النقاط

مكافأة الموظفين على المشاركة في الدورات التدريبية والألعاب، وإنجاز المهام، والإجابة على الاختبارات.

3.6. شارات الإنجاز

مكافأة الموظفين على إنجازاتهم عبر منحهم شارات رقمية يمكنهم أن يستخدموها خلال الدورة التدريبية.

4.6. التحديات

السماح للموظفين بالمشاركة في ألعاب وتحديات تعليمية وترفيهية في آنٍ معاً.

يقول "جيرالد لومباردو" (Gerald Lombardo) رئيس قسم التنمية والتطوير في شركة "بوبل" (Popl): "لقد أصبح التلعيب وسيلة أساسية لتدريب الموظفين في العصر الحديث. لا يقتصر دور التلعيب على تحويل التدريب إلى تجربة ممتعة فقط، بل إنه يلبي ميل الإنسان الفطري للمنافسة، والإنجاز، والتعلم، وإنَّ تطبيق عناصر الألعاب مثل لوحات المتصدرين، وأنظمة النقاط، والشارات، والتحديات يتيح للشركات إمكانية إحداث نقلة نوعية في برامج التدريب واستثمار كامل إمكانيات القوى العاملة فيها".

استخدام التكنولوجيا في برامج تدريب الموظفين

7. استخدام "أنظمة إدارة التعلم"

لقد وضح "أنتوني مارتن" (Anthony Martin) مؤسس شركة "تشويس ميوتشوال" (Choice Mutual) أهمية "أنظمة إدارة التعلم" بقوله: "نظام إدارة التعلم ليس مجرد منصة رقمية تُستخدَم في تدريب الموظفين، بل يمكنك أن تعتمد عليه في كافة إجراءات تصميم البرامج وتطبيقها. يقدم النظام أدوات لتنظيم مواد التدريب، ومساعدة المنتورز، وإدارة المشاركين، وتقييم الأداء، وتطوير البرامج وتحديثها".

يهدف "نظام إدارة التعلم" إلى تقديم تجربة تدريب فعالة ومنظمة لكل من المدربين والموظفين، وهو يتطلب منك القيام بالوظائف التالية:

1.7. إعداد المواد وتصميم الدورات التدريبية

يجب عليك أن تصمم منصة تعلم إلكتروني باستخدام مصادر التدريب المتاحة.

2.7. تقييم الأداء

يجب تحديد مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs) لبرامج التدريب وإدارة الأداء.

3.7. متابعة التقدم

رصد أداء كل واحد من المتدربين وتقييم مقدار التحسن بحسب المقاييس الرئيسية.

4.7. خطة تحسين العمليات

تقديم خطط تحسين العمليات ضمن برامج التدريب للموظفين الذين يواجهون صعوبة في التدريب.

في الختام

تدريب الموظفين بالغ الأهمية في الوقت الحالي، وهو يهدف بشكل رئيسي إلى تزويد العاملين بالمعلومات والمهارات التي يحتاجون إليها، وتحسين أدائهم، وتنمية إمكانياتهم، وتعزيز إنتاجيتهم، وضمان رضاهم والتزامهم مع الشركة.

تساعد التكنولوجيا الحديثة في تحسين تجارب تدريب الموظفين، وقد قدم المقال 7 طرائق للاستفادة منها في تصميم البرامج وتطبيقها. تقتضي الخطوة الأولى مراجعة البرامج الموجودة في الشركة، وفهم احتياجات الموظفين، واختيار الأدوات الرقمية والتكنولوجية اللازمة.

تساعد التكنولوجيا الحديثة في تحسين برامج تدريب الموظفين وتحقيق أقصى فائدة ممكنة منها، مما يسهم في تنمية قدرات القوى العاملة وتحقيق استثمار أمثل لإمكانياتها ومهاراتها.

الأسئلة الشائعة

1. كيف يمكن استثمار التكنولوجيا في التدريب؟

يمكن استثمار التكنولوجيا في التدريب عبر الطرائق التالية:

  1. التعلم الإلكتروني: إجراء الدورات التدريبية عبر منصات التعلم الإلكتروني التي تتيح إمكانية الوصول للمواد والمحتوى في الزمان والمكان الذي يناسب الموظف.
  2. محتوى تفاعلي: استخدام مقاطع الفيديو، والاختبارات، والمحاكاة في تصميم تجربة تعلم تفاعلية وممتعة للموظفين.
  3. 3. الواقع الافتراضي والواقع المعزز: تقديم تجربة تعلم غامر تحتوي على تمارين تطبيقية وحالات عملية يمكن أن يتعرض لها الموظف في مكان العمل.
  4. 4. "أنظمة إدارة التعلم": إدارة برامج التدريب ومتابعة التقدم والأداء.
  5. التخصيص: تخصيص محتوى التدريب للاحتياجات الفردية والتقدم المطلوب.

يساعد استخدام التكنولوجيا في تحسين تجربة التدريب عن طريق زيادة فعالية البرامج، ومتعتها، وإتاحتها للموظفين.

2. كيف يمكن الاستفادة من التكنولوجيا في التفوق على المنافسين؟

تقدم التكنولوجيا الحديثة 5 ميزات للتغلب على المنافسين:

  1. الابتكار: تقديم منتجات، أو خدمات، أو عمليات جديدة باستخدام التكنولوجيا الحديثة.
  2. الفعالية: تنظيم العمليات وتقليل النفقات بفضل ميزات الأتمتة والأدوات الرقمية.
  3. تحليل البيانات: استخدام البيانات لاتخاذ قرارات مدروسة وتحسين إستراتيجيات العمل.
  4. إدماج العملاء: تحسين تجربة العملاء باستخدام المنصات الرقمية وأدوات التواصل.
  5. مواكبة التغييرات الجارية: التأقلم السريع مع التغيرات في السوق والتفوق على المنافسين.

تساعد الأدوات التكنولوجية في التفوق على المنافسين في السوق، وتحقيق النجاح، والنمو.