يحدد القادة الاتجاه الذي ستتخذه الشركة، ويعززون قيمها لدى الموظفين، ويقودون الآخرين نحو تحقيق الأهداف والغايات.

القيادة ليست مجرد منصب؛ وإنَّما هي طريقة تفكير؛ إذ يدرب القادة فرقهم على وضع حلول أكثر ذكاءً، وبناء مجتمع من الأشخاص المساهمين المخلصين، وكَسب الدعم والتأييد، وجعلهم يشعرون أنَّ مساهماتهم هامة ومفيدة للشركة.

مع فوائدها، فقد تغفل عنها معظم المؤسسات، أو لا تمتلك برنامج مخصص لتطوير المهارات القيادية. يمكنك تحقيق النتائج التي تريدها من خلال تنفيذ برنامج تدريب تطوير المهارات القيادية.

تدريب تطوير المهارات القيادية

لقد صُمِّمت جلسات التدريب لتعزيز المهارات القيادية، ويتضمن التدريب موضوعات منها:

  • مهارات التواصل.
  • العلاقات بين المدير والموظف.
  • إدارة الوقت بفاعلية.
  • حل المشكلات بتعاطف.
  • تحسين أداء الموظف.
  • العمل التعاوني.
  • التفكير الاستراتيجي واتخاذ القرار.
  • كوتشينغ الأداء.

تختلف برامج التدريب على تطوير المهارات القيادية من حيث المدة والنطاق. ومع ذلك، في أكثر الجلسات فاعلية، تزداد ثقة المشاركين بأنفسهم وبقدراتهم القيادية، ويتفاعلون وتزداد رغبتهم في تطبيق ما تعلَّموه.

ما هي فوائد برنامج تطوير المهارات القيادية؟

من خلال حضور برامج تطوير المهارات القيادية الفعَّالة والمنظَّمة تنظيماً جيداً، يكتسب القادة أو الأشخاص الذين يتطلعون إلى أن يصبحوا قادةً بعض الفوائد الآتية:

1- زيادة إنتاجية العمال

ترتبط الإدارة الفعَّالة وإنتاجية الشركة ببعضها ارتباطاً جوهرياً؛ إذ يمكن للقائد الذي يتمتع بمهارات إدارية وقيادية متطورة أن يدرِّب فريقه على العمل بكفاءة وسرعة أكبر.

2- تحسين الأداء المالي

يمكن أن يؤدي وجود مديرين مُدرَّبين تدريباً جيداً إلى تحسين أرباح شركتك تحسيناً كبيراً؛ إذ إنَّهم يعملون بكفاءة أكبر في قيادة فرقهم واتخاذ قرارات ذات توجُّه مالي.

وجد "مركز القيادة الإبداعية" (The Center for Creative Leadership) أنَّ الشركات التي استثمرت استثماراً كبيراً في التطوير المهني، حققت أرباحاً في سوق الأوراق المالية بدرجة أعلى بخمس مرات من الشركات التي لم تفعل ذلك.

3- زيادة المشاركة

وفقاً لمؤسسة "غالوب" (Gallup)، يقول 33% فقط من العمال الأمريكيين إنَّهم يتفاعلون مع وظائفهم. إذا لم يشعر موظفوك أنَّهم يمتلكون القدرة على النمو والتقدم في حياتهم المهنية، فسيصبحون مُحبَطين، ومن المحتمل أن يتركوا عملهم عند أول فرصة.

ستعمل القيادة الجيدة على زيادة التواصل والانفتاح، وهذا يؤدي إلى زيادة المشاركة في المنظمة ككل.

4- زيادة الكفاءة

وفقاً لمجلة "فوربس" (Forbes): "يعتقد 98% من المديرين أنَّ المديرين في شركاتهم يحتاجون إلى مزيدٍ من التدريب للتعامل بفاعلية مع القضايا الهامة، مثل التطوير المهني وحل النزاعات ومعدَّل دوران العمالة وإدارة الوقت والمشاريع".

يمكن لبرامج التدريب على المهارات القيادية أن يعزز كفاءات جديدة في قدرات القادة، ويمكِّنهم من قيادة مختلف الأقسام داخل الشركة وتلك المتوزعة في مختلف أرجاء العالم.

5- تحسين العمل الجماعي والعلاقات الشخصية والتواصل

عندما تستثمر شركة في التدريب على المهارات القيادية لمديريها، يتعلَّمون طريقة تقديم تغذية راجعة بنَّاءة، وتحفيز فرقهم لتحقيق الأهداف، والحد من النزاعات الشخصية.

6- بناء الفريق والقدرة على حل مشكلات الحياة الواقعية

في معظم الأحيان، يعمل القادة في ظروف صعبة؛ إذ يكونون منعزلين عن الأحداث التي تحدث في الأقسام الأخرى في شركتك. تخلق هذه العزلة الحالة التي يتخذون فيها قرارات هامة دون فهم كيف يمكن أن يؤثر ذلك في الأشخاص من خارج قسمهم.

من خلال تقديم التدريب على المهارات القيادية، ستساعد على ضمان رؤية فريق قيادتك للصورة الكبرى، والعمل بفاعلية مع الآخرين لحل تحديات الحياة الواقعية التي تواجهها شركتك.

طرائق ضمان نجاح برنامج تطوير المهارات القيادية

في بعض الأحيان، تقدِّم الشركات فقط جلسة تدريب شكلية بضع مرات في السنة، ونادراً ما تستحق هذه الأنواع البالية من التدريب الوقت أو الجهد أو المال. وفيما يأتي بعض الطرائق لضمان نجاح برنامج تطوير المهارات القيادية:

1- التركيز على التدريب

يجب أن يركز برنامج التدريب على المهارات القيادية على ما يمكنك ممارسته في بيئة عملك فقط. إنَّ اتباع المدير لأسلوب يناسب الجميع لن يفيد في شيء، وقد ينتج عن ذلك شعور بالاستياء لا سيما إذا شعر المتدربون أنَّهم يضيِّعون وقتهم. إذا كان التدريب يتناول فكرة تغيير الأمور التي يسيطر عليها المشاركون، فمن المحتمل أن يفقدوا التركيز.

2- الواقعية في الأسلوب

إنَّ إدراك الصفات الشخصية لمديرك يمكن أن يساعد على تحقيق نجاح أفضل. على سبيل المثال، يمكن للتدريب أن يعلِّم التعاطف، ولكن إذا كان للمشارك موقف سيئ حيال ذلك، فلن ينجح التدريب.

3- التأكد من أنَّ التعلم يمكن تطبيقه مباشرةً

يمكن تدريس اتخاذ القرارات الموضوعية في جلسة تدريبية، ولكنَّ التطبيق الفعلي للمواد المكتسبة، يجب توقُّع حدوثه في الممارسة العملية أو لن يكون هناك فائدة تُذكَر من التدريب.

4- السعي إلى الحصول على تأييد

قبل التدريب، تأكد من أنَّ المشاركين يفهمون طريقة إفادة التدريب لهم، واشرح لهم سبب تقديم التدريب وما هي الأهداف منه. وإذا لم يتقبل المتعلمون التدريب، أو كانوا يعتقدون أنَّه لا يناسبهم، فلن ينجح.

دون شك، يمكن لبرنامج تدريب تطوير المهارات القيادية المخصص والمُخطط والمُنفَّذ بعناية، الذي يركز على التوقعات الواقعية أن يحسِّن تحسيناً كبيراً الصحة المالية والإنتاجية والعمل الجماعي للمؤسسة، بالإضافة إلى تقليل معدَّل دوران العمالة وسوء التواصل.