تخيَّل أنَّك سجَّلت في دورة تدريبية عن "تحليل المخاطر" (Risk Analysis)، وبدأ المدرِّب في الجلسة الأولى بشرح المحاور النظرية لعملية حساب المخاطر الإحصائية، وطرح كثير من المفاهيم والعلاقات الرياضية، فمن الطبيعي أن تفقد حماستك واهتمامك وتركيزك في هذه الحالة، وقد تسرح بخيالك ولا تنتبه لما يقوله المدرِّب؛ لأنَّ المفاهيم النظرية والرياضية قد تكون مملة على الرغم من أهميتها في عملية التعلم.

تفشل بعض الدورات التدريبية لأنَّ المدرِّب يريد أن يستعرض معارفه ويتباهى بها ويثير إعجاب الحضور، أو لأنَّه ينوي تقديم مقدار كبير جداً من المعلومات خلال فترة الدورة التدريبية القصيرة.

يقتضي دور المدرِّب أن يشرح المفاهيم بطريقة يستوعبها المتدرِّبون، ويهيئ جواً يثير حماستهم ويشد انتباههم خلال الجلسات ويبعد عنهم الملل، وهنا تبرز التساؤلات الآتية؛ هل يجب البدء بشرح التعاريف والمصطلحات التخصصية قبل الانتقال إلى محاور الدورة التدريبية الأساسية؟ وهل يجب شرح دراسات حالة وأمثلة تطبيقية؟ وهل يجب أن تلجأ إلى الصور والتمثيلات البصرية الأخرى؟ أو تسرد قصة بغية إلهام المتعلمين؟ وهل يجب أن تعطي فكرة مختصَرة وتشجع الحاضرين على التعلم الذاتي تحت إشرافك؟

يجب شرح بعض القواعد الأساسية قبل الإجابة عن هذه الأسئلة؛ إذ يقتضي تدريب البالغين اتخاذ الإجراءات اللازمة لجعل عملية التعلم أكثر سهولة وسرعة، والمحافظة على انتباههم وتفاعلهم، والتأكد من رغبتهم في التعلم، والحرص على تقديم المعلومات بطريقة تساعدهم على ترسيخها على الأمد الطويل.

تقديم الأمثلة في الدورات التدريبية:

لقد ثبت أنَّ تقديم الأمثلة يُعَدُّ طريقة فعالة للغاية لتحسين تجربة المتعلم بصرف النظر عن محاور الدورة التدريبية، ويمكن أن تشمل الأمثلة تأليف قصة، أو تصنيع منتج، أو تطبيق برنامج، أو تنفيذ عملية، أو شرح ظاهرة، أو إجراء تجربة في المختبر، أو كتابة التعليمات البرمجية على سبيل الذكر لا الحصر.

"يتعلم الإنسان أكثر عند تطبيق الأمثلة والتجارب المباشرة؛ وذلك لأنَّ فاعلية التعليمات الشفهية محدودة" - المؤلف "مالكوم جلادويل" (Malcolm Gladwell).

يجب التنويه في البداية إلى أنَّه ليس ثمة تقنيات موحَّدة يمكن أن تطبقها في جميع الدورات التدريبية؛ لهذا السبب يجب عليك أن تحضِّر مجموعة من الأدوات والتقنيات حتى تختار ما يناسبك منها في مختلف الحالات والظروف لتدريب شريحة واسعة ومتنوعة من الأفراد.

التدريس مهارة تقتضي إعداد مجموعة من الأدوات والأمثلة وتطبيقها في الدورات التدريبية وتقييم النتائج؛ إذ تزداد خبرة المدرِّب بعد إجراء عدد من الدورات التدريبية ويصبح بمقدوره تحديد الأساليب والتقنيات المناسبة بسهولة.

لا تفلح جميع الشروحات والأمثلة في تحقيق النتائج المطلوبة من الدورات التدريبية وتحسين تجربة المتعلِّم؛ إذ يقتضي الإجراء المثالي لتحديد مدى فاعلية التقنيات المستخدَمة أن تقيِّم سرعة استيعاب المتدربين، ومدة احتفاظهم بالمعلومات المكتسَبة.

يقدِّم المقال شرحاً وافياً عن كيفية تطبيق الأمثلة في الدورات التدريبية، من خلال تقديم مثال شامل يوضح كافة تفاصيل التقنية، كما يستعرض المقال أنماط تصميم مطبَّقة على دراسة حالة، وتثبت هذه الأنماط إمكانية شرح المعلومات وفق أساليب مختلفة ومتفاوتة في فاعليتها.

ثمة محاسن ومساوئ لكل أسلوب شرح، وقد يفضِّل المدرِّب أساليب وتقنيات معيَّنة أكثر من غيرها؛ لأنَّه يستخدمها في اكتساب واستيعاب المعلومات والخبرات وتنجح معه؛ لذا يجب أخذ جميع هذه التفاصيل في الحسبان عند اختيار أنماط التصميم الخاصة بأمثلتك.

مجموعة الشروحات:

يقدِّم المقال مجموعة من الشروحات لمفهوم "مؤشر إتش" (h-index) المستخدَم لقياس إنتاجية وتأثير الباحثين؛ إذ تم اختيار هذا الموضوع دوناً عن غيره؛ لأنَّه معقَّد ويتطلب منهجية معيَّنة في الشرح ويرتبط بعمل الباحثين خاصةً، وهذا يعني أنَّه فريد من نوعه، ويوجد تعريف محدَّد لهذا المؤشر ويتم حسابه وفق عملية مؤلفة من خطوات عدة تحتاج إلى الشرح بالتفصيل.

في حال كنتَ مطَّلعاً على الموضوع، عندئذٍ يمكنك مقارنة الشروحات الواردة في المقال مع المعلومات التي تعرفها مسبقاً، أو إعداد شرح لشخص لا يمتلك أيَّة فكرة مسبقة عن "مؤشر إتش"، مع الحرص على تدوين شرحك الخاص قبل أن تقرأ المقال، ويجب عليك أن تقارن الشرح الذي أعددتَه مع الشروحات الواردة في المقال بعد أن تقرأه، فقد يساعدك هذا التمرين على تعلُّم الكثير عن أساليب وتقنيات الشرح.

يجب أن تقيِّم جميع الشروحات الواردة في المقال، وتجيب عن الأسئلة الآتية عندما تنتهي من قراءة كل شرح على حدة؛ هل نجح الشرح في إيصال الفكرة؟ وهل فهمتَ مبدأ عمل المؤشر؟ وما هي سرعة استيعابك؟ وهل أعجبك أسلوب الشرح؟ وهل يتطابق الشرح مع أسلوب التعلم الخاص بك؟ وما هي الجوانب الحسنة في أسلوب الشرح؟ وما هي الجوانب السلبية لأسلوب الشرح؟ وهل تعتقد بأنَّك ستتذكر المعلومات على الأمد الطويل؟

حاول عدد من المؤلفين شرح مفهوم "مؤشر إتش" وفق أساليبهم الخاصة، وقد تم انتقاء عدد من الشروحات في هذا المقال، وهذا يعني أنَّ المقال يقدِّم "مؤشر إتش" كما شرحه الخبراء بهدف التعلُّم من مجموعة متنوعة من أساليب الشرح، وتحديد نقاط القوة والضعف في كلٍّ منها لأغراض تدريبية.

يُعرَف "مؤشر إتش" باسم "مؤشر هيرش" (Hirsch index)، أو "رقم هيرش" (Hirsch number) أيضاً، وقد اقترحه أستاذ الفيزياء "جورج إدوارد هيرش" (Jorge Edward Hirsch) في عام 2005 بهدف قياس الإنتاجية العلمية والجودة النسبية للباحثين، وأصبح يُستخدَم استخداماً واسعاً في الأوساط العلمية في هذه الأيام.

فيما يأتي 8 شروحات "لمؤشر إتش":

1. الشرح رقم (1):

"يُعرَّف "مؤشر إتش" على أنَّه القيمة الأعظمية التي يُرمَز لها بالرمز (h) لعدد الأوراق البحثية (h) المنشورة من قِبل باحث/ مجلة عملية، التي تمَّ الاستشهاد بها (h) مرة على الأقل".

2. الشرح رقم (2):

"على فرض أنَّ (f) دالة تُعطى بدلالة عدد مرات الاستشهاد بكل ورقة بحثية، عندئذٍ يُحسَب "مؤشر إتش" كما تبيِّن المعادلة أدناه، فإذا كانت الدالة (f) مرتبة تنازلياً من الأكبر إلى الأصغر، عندئذٍ يمكن حساب "مؤشر إتش" من المعادلة الآتية:

3. الشرح رقم (3):

"ليكن (Np) عدد الأوراق البحثية التي نشرها باحث ما، فإذا كانت قيمة "مؤشر إتش" تعادل (h)، فهذا يعني أنَّه نشر (h) ورقة بحثية استُشهِد بكل واحدة منها (h) مرة على الأقل، أما بالنسبة إلى الأوراق البحثية المتبقية التي يبلغ عددها (Np-h) ورقة، فإنَّها ستحقق عدد مرات استشهاد تعادل (h) على الأكثر.

4. الشرح رقم (4):

"مؤشر إتش = عدد الأوراق البحثية (h) التي حققت عدد مرات استشهاد ≤ h".

5. الشرح رقم (5):

"يُحسَب "مؤشر إتش" عن طريق إحصاء عدد الأوراق البحثية المنشورة لباحث ما، التي استشهد بها المؤلفون الآخرون ضمن أبحاثهم الخاصة بعدد مرات لا يقل عن عدد هذه الأوراق المنشورة، فإذا كانت قيمة "مؤشر إتش" لباحث ما 17، فهذا يعني أنَّه نشر 17 ورقة بحثية استُشهِد بكل واحدة منها 17 مرة على الأقل.

في حال نشر الباحث عمل جديد، وكان عدد مرات الاستشهاد بالورقة البحثية رقم 18 يعادل 10 مرات فقط، فإنَّ قيمة "مؤشر إتش" لن تتغير وستبقى 17، أما إذا كان عدد مرات الاستشهاد 18 أو أكثر فإنَّ قيمة المؤشر سترتفع إلى 18".

6. الشرح رقم (6):

"حساب "مؤشر إتش" بسيط من الناحية النظرية؛ إذ يمكنك بكل بساطة أن ترسم مخططاً بيانياً يمثل المحور الأفقي فيه عدد الأوراق البحثية، والمحور الشاقولي عدد مرات الاستشهاد، كما يجب أن ترسم بعد ذلك خطاً مستقيماً يميل بزاوية مقدارها 45 درجة عن المحور الأفقي، فيكون "مؤشر إتش" في هذه الحالة عدد الأوراق البحثية التي تمثل نقطة تقاطع الخط المستقيم مع المنحني البياني، كما يبين الشكل أدناه، وتمثل نقطة التقاطع عدد الأوراق البحثية التي حصدت عدد مرات استشهاد يعادل (h) مرة على الأقل".

7. الشرح رقم (7):

"يُحسَب "مؤشر إتش" لباحث ما عن طريق ترتيب أوراقه البحثية تنازلياً بحسب عدد مرات الاستشهاد، ويكون "مؤشر إتش" وفق هذه الطريقة هو الرقم الذي يمثل عدد الأوراق البحثية ذات عدد مرات الاستشهاد الأقل، كما يبين الشكل أدناه، ويُعَدُّ "مؤشر إتش بارامتر" غير نزيه وسريع؛ إذ يعني الرقم 10 على سبيل المثال أنَّ عدد مرات الاستشهاد بأعمال المؤلف لا يقل عن 100 مرة بالمجمل.

على فرض أنَّ هذا الباحث نشر 10 مقالات إضافية لم يُستشهَد بها في أعمال أخرى، عندئذٍ سيكون متوسط عدد مرات الاستشهاد للورقة البحثية الواحدة 5، وربما حصل زميله على نفس الرقم (10) استناداً إلى 20 مقالاً، وكان مجموع الاستشهادات 500، بفضل مجموعة من الأوراق البحثية التي حظيت بعدد كبير من الاستشهادات؛ لأنَّه نشرها بالتعاون مع أستاذ ناجح للغاية".

8. الشرح رقم (8):

"على فرض أنَّ باحثاً ما نشر 15 ورقة بحثية، وقد استُشهِد بكل واحدة منها 15 مرة على الأقل، فيكون "مؤشر إتش" للباحث في هذه الحالة 15؛ إذ يستعرض المثال أدناه باحثاً نشر 8 أوراق بحثية تم الاستشهاد بها 33,30,20,15,7,6,5,4 مرة، فيكون "مؤشر إتش" في هذه الحالة 6".

مناقشة الشروحات:

يجب أن تحدد أفضل أسلوب شرح، وتناقش الأسئلة الآتية بعد الانتهاء من قراءة الشروحات؛ ما هو مدى وضوح كل أسلوب شرح؟ وهل شعرتَ أنَّك تحتاج إلى مزيدٍ من المساعدة والتوضيح؟ وهل تعتقد أنَّك تحتاج إلى مثال عملي؟

الشروحات الأربعة الأولى تُعَدُّ نظرية إلى حدٍّ ما، وهي غير كافية بالنسبة إلى معظم الأفراد بسبب افتقارها إلى الأمثلة التوضيحية، فقد قدَّمت الشروحات الأربعة الأخيرة بعض الأمثلة العملية، وهو ما جعلها أكثر وضوحاً وقابليةً للفهم.

فيما يأتي مناقشة كل شرح على حِدة:

1. الشرح رقم (1):

قدَّم الشرح الأول التعريف المُعتمَد لـ "مؤشر إتش" ضمن الأدبيات، وهو تعريف نظري بحت يصعب على المتعلمين فهمه بسهولة، فقد يشعر الفرد في هذه الحالة بأنَّه يحتاج إلى مثال توضيحي لكي يستوعب فكرة المؤشر.

2. الشرح رقم (2):

يقدِّم هذا الشرح المعادلة الرياضية المستخدَمة لحساب "مؤشر إتش"، وهو يُعَدُّ التمثيل الأكثر دقة وصحة لمفهوم المؤشر من جهة، ولكنَّه الأسلوب الأقل فاعلية في إثارة اهتمام المتعلم من جهة ثانية، لذلك لا يُنصَح بالبدء به، ولا تتوضح فكرة المؤشر والغرض من استخدامه إذا لم يكن الفرد معتاداً على التعامل مع المفاهيم الرياضية.

أمَّا بالنسبة إلى الأشخاص المطَّلعين على المفاهيم الرياضية في دراساتهم السابقة، ولكنَّهم انقطعوا عنها منذ مدة ولا يريدون الاعتراف بعجزهم عن فهمها، فإنَّهم سيكتفون بهزِّ رؤوسهم والادعاء باستيعاب المعادلة، فقد يواجه مثل هؤلاء الأفراد صعوبة بالغة في فهم المعادلة، وتراهم يفكرون بعمق لاستيعابها، لكن دون جدوى.

يُعَدُّ هذا الشرح مثالياً للأشخاص الذين يريدون تعلُّم صيغ ومعادلات حساب "مؤشر إتش"، مثل المبرمجين الذين يعملون على كتابة برنامج لحساب المؤشر على سبيل المثال، ولكنَّه ليس أسلوباً مثالياً لتقديم شرح عام عن المؤشر.

3. الشرح رقم (3):

يقدِّم هذا الشرح تعريفاً نظرياً حسابياً يركز على الدقة أكثر من الوضوح، فلا يوجد داعٍ لذكر عدد الأوراق البحثية الكلية (Np) التي نشرها الباحث؛ لأنَّها لا تقدِّم معلومات إضافية؛ وإنَّما تدفع الفرد للتساؤل عن دلالة الرمزين (N) و(P)، ولمَ لا يُرمَز لعدد الأوراق بالرمز (N) فقط.

4. الشرح رقم (4):

يقدِّم هذا الشرح توصيفاً مختصَراً وواضحاً عن "مؤشر إتش"، وهو أفضل من الشرح رقم (3)، ويوازيه بالدقة، ولكنَّه يفتقر إلى الأمثلة التوضيحية.

5. الشرح رقم (5):

يشرح هذا الأسلوب "مؤشر إتش" بمصطلحات بسيطة دون التطرق للمفاهيم أو المعادلات الرياضية المعقدة، كما يقدِّم مثالاً توضيحياً بسيطاً يبيِّن فيه كيفية حساب المؤشر وفق حالات عدة تجيب عن كافة الأسئلة المحتملة التي يمكن أن تخطر للقارئ، فهذا الشرح مفهوم بالنسبة إلى معظم الأفراد.

6. الشرح رقم (6):

يقدِّم هذا الشرح تمثيلاً بيانياً لـ "مؤشر إتش"، وهو دقيق من الناحية الرياضية؛ إذ تقدِّم الصورة المُرفَقة مثالاً توضيحياً من جهة وطريقة لحساب "مؤشر إتش" بدقة من جهة ثانية، ويُعَدُّ رسم الخط المائل طريقة جديدة تثير فضول الأفراد وتلفت انتباههم، فيتذكر الفرد المعلومات على الأمد الطويل عند استخدام هذه الطريقة؛ لأنَّها بصرية وجديدة في آنٍ معاً.

7. الشرح رقم (7):

هذا الشرح دقيق ومُعتمَد في الأدبيات، وغني بالأمثلة والرسومات التوضيحية، وهو يُعَدُّ شرحاً شاملاً إلى حدٍّ ما، ويعطي فكرة عن نقاط الضعف المحتملة في "مؤشر إتش"، فلا يجب تطبيق هذا الشرح في بداية البرنامج التدريبي؛ لأنَّه يقدِّم عدداً كبيراً من المعلومات ويمكن أن يؤدي إلى إرباك الحاضرين.

يفهم الأفراد هذا الشرح عند دراسته على مهل، ولكنَّه غير مناسب في بيئة الصف الدراسي؛ لأنَّه يقدم مقداراً كبيراً من المعلومات دفعة واحدة، فيمكن أن ينهك هذا الشرح الذاكرة العاملة؛ لأنَّ المتعلِّم يحاول فهم الأفكار من جهة، والمعنى الذي يرمي إليه كلامك، والمتابعة مع بقية المفاهيم والموضوعات من جهة ثانية.

يجب استخدام هذا الأسلوب بعد شرح مفهوم "مؤشر إتش" والانتقال إلى موضوع التطبيقات ونقاط القوة والضعف لتحقيق الفائدة المرجوة منه؛ إذ يقدِّم هذا الأسلوب أمثلة توضيحية عدة إلى جانب الخط البياني الذي يساعد المتعلم على دراسة المؤشر واستيعابه، وفهم تطبيقاته في الحياة العملية.

8. الشرح رقم (8):

تم شرح "مؤشر إتش" عن طريق تقديم مثال متكامل مباشر ومقتضَب، وقد عُرِضت البيانات ضمن جدول يسهل على المدرِّب شرح كيفية تغير "مؤشر إتش" في حال نشر الباحث مقالاً علمياً جديداً وفق هذه الطريقة.

نتائج المقارنة:

يُستنتَج من المقارنات السابقة ما يأتي:

1. تصبح عملية الشرح أسهل عند استخدام الأمثلة التوضيحية:

يكون التعريف النظري مفيداً عندما يرغب المتعلِّم في الاطلاع على موضوع معيَّن كما ورد في الأدبيات المُعتمَدة، لكن تساهم الأمثلة من ناحية أخرى في تبسيط وتسريع عملية شرح المفهوم.

2. الرسومات التوضيحية تغني عن الشروحات النظرية:

تساعدك الرسومات التوضيحية على تقديم عدد كبير من المعلومات بسرعة؛ إذ يستوعب معظم الأفراد المعلومات بهذه الطريقة؛ لأنَّ الإنسان يعتمد اعتماداً رئيساً على المعالجة البصرية في اكتساب المعلومات؛ لهذا السبب، يجب عليك أن تستفيد من الرسومات التوضيحية، ولا تعتمد على النصوص والشروحات الشفهية البحتة، كما يمكنك أن توضح الشرح عن طريق عرض صورة أو رسم بياني، أو جدول على سبيل المثال لتحفيز المعالجة البصرية للأفكار.

3. تصبح عملية التعلم أكثر فاعلية عند تقديم مجموعة من الشروحات:

لا شكَّ أنَّ اطلاعك على مجموعة الشروحات والتعاريف المذكورة آنفاً ساعدك على فهم "مؤشر إتش" على نحو أفضل؛ إذ يقدِّم كل شرح معلومة إضافية، ويتناول الفكرة من زاوية مختلفة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الأمثلة التوضيحية، فقد تساعد مجموعة الشروحات على حفظ المعلومات على الأمد الطويل، ويكمن العيب في استخدام هذه الطريقة في أنَّها تحتاج إلى الوقت، ويمكن أن ترهق المتعلمين وتعوق العملية التعليمية.

4. لا يجب الاكتفاء بتقديم الشرح الذي يتقنه المعلِّم:

يجب أن تعمد إلى تقديم عدد من الشروحات، ولا تكتفِ بأسلوب الشرح الذي يعجبك وتستخدمه بالعادة، فأحياناً يكتفي المدرِّب بتقديم الشرح الذي يستوعبه هو نفسه بسرعة أكبر من غيره، لكن يمكن أن يفضِّل المتدربون شرحاً آخر؛ لأنَّه يساعدهم على فهم المعلومات أكثر، ومن ثمَّ يجب عليك أن تقدِّم مجموعة من الشروحات حتى تزيد من فاعلية التدريب، وتضمن الإحاطة بمختلف أساليب التعلم التي تناسب جميع المتدربين، وتلبي كافة احتياجاتهم وتحقق الأهداف التي يتوقعونها من التدريب.

5. لا يجب تقديم كمية كبيرة من المعلومات دفعة واحدة:

يجب تقديم المعلومات على دفعات عن طريق تجزئتها؛ إذ يمكن أن تؤدي الرسومات البيانية المعقدة والمليئة بالتفاصيل إلى إرباك المتعلم وتشتيت تركيزه ومنعه من فهم الأفكار.

6. لا تغني الأمثلة عن الشروحات النظرية:

يساعد تقديم الأمثلة على توضيح الأفكار، ولكنَّه غير كافٍ وحده؛ بل يجب إعداد شرح متكامل وممنهج يساعد المتعلم على تكوين فكرة واضحة وشاملة عن الموضوع.

في الختام:

لقد قدَّم هذا الجزء من المقال شرح "مؤشر إتش" باستخدام 8 أساليب مختلفة، كما تمت مقارنة الأساليب ومناقشة محاسن ومساوئ كل منها، واستخلاص مجموعة من النتائج لزيادة فاعلية التدريب ومساعدة المتدربين على فهم المعلومات وترسيخها على الأمد الطويل، وسيناقش الجزء الثاني والأخير من المقال مصادر الأمثلة وأساليب وتقنيات تقديمها ضمن الدورات التدريبية.